وبانت خروق جهرة عز رفيها ... وضحت بها حمقاء عن واضح السبل
وأحدث ترويجًا وشكًا وحيرة ... على أهل ضعف في البصيرة والعمل
ومصداقه قد جاء في غير آية ... وما قاله المولى فلا شك قد نزل
فكل اختلاف كان أو يات بعده ... تراه فبعد العلم ذا حكم من عدل
فسل ربك التثبيت أي موحد ... لينجيك من أهواء من زاغ أو عطل
وإياك والإفراط فيما تقوله ... ودع عنك تفريطًا فيلقيك في السفل
فلما رأيت المذهبين بدا لنا ... وكل يرى أن الصواب بما انتحل
أجبت بما يشفي ويكشف غمه ... يبيم جهارا للرؤس وللخول
عسى من أراد الحق يهدي ويهتدي ... لينطمس الميل القبيح ويضمحل
وبالله حولي واعتصامي وقوتي ... به مستعينا مستعيذا من الخطل
* * * *
فأما الملاحي فاستطال بقوله ... وأقذع في ذم المقيمين في الجبل
وعلل في هذا بأنَّ ملوكها ... بها سلموا للترك ما دق أو جلل
ورام به التكفير بغيًا وفرية ... بلا مرية فانهار في زبية الوحل
أراد بذا أن يرتقي ذروة العلا ... فعاد حسيرًا قاصر البساع وانخزل
تصدى له قس الزمان وحبره ... سليمان من ينشى القريض بلا خجل
ويرمي أخا الإلحاد في ثغر نحره ... ولا سيما إن فوَّق السهم وانتضل
وقرر حكم الدار تقرير منصف ... وفصل ما ابداه من مطلق الجمل
وأوضح حكم الترك في ذا وكفرهم ... وحكم التولي والموالاة للدول
وكم من ردود واضحات فكن بها ... ضنينًا وحاول فهم ما قال واشتغل
وكم عارض رمح الضلالة يعتدي .... نكاه بمسلول من العلم فانجدل
فلا زال فينا واطا هامة العدي ... ومقعده اعلي نرى الشم والقلل
واخوان صدق وافقوه واوضحوا ... بنثر ونظم بهت ما قاله الأقل