للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهل لك في هذا جواب تقوله ... من الحق أم زور الأراذل قد بطل

نصبت من التلبيس والإفك سلمًا ... لترقي به جهلا إلى كوكب الزحل

فخريت من أوج الحقيقة ساقطًا ... على أم رأس منك في أسفل السفل

وكنت كعنز السوء قامت بظلفها ... إلى مدية تبدي بها الحتف والشلل

وما قلت في أثناء نظمك مادحًا ... بذاك ملوك الدار فاسمع بلا ملل

فلا شك أن الملك خير ورحمة ... ولطف واحسان على ساكني المحل

به يدفع الله الشرور من العدا ... وينقمع الخصم الظلوم إذا اشتعل

وينتصف المظلوم من كل ظالم ... ولولاه ما أعطى حقوقًا ولا امتثل

وكم واجب في الدين قام بأمره ... وكم منكر قد زال من ذاك واضمحل

وكم من صلاح يعجز النظم عده ... وان رمت تعدادا فسائرة المثل

وان أمروا يومًا بطاعة ربهم ... فطاعتهم حتم على كل من عقل

وإن أخذوا الأمول فالصبر واجب ... على كل حال جار في الحكم أو عدل

وان صدرت منهم ذنوب كبيرة ... فنكرهها إذ لا نشارك في العمل

وندعو لهم أن يجمع الله شملهم ... على الدين ازمانًا جميعًا بلا دخل

فهذي تفاصيل الأئمة كلهم ... وراجع لشمس الحق فالحق ما أفل

وانصف ودع عنك التكبر والهوى ... وجانب حماقات العناد مع العيل

ولكن قصدت المدح والزور والمرا ... كفعل ذوي الشعر المجدين في الغزل

تمنيت أن تلقى بما قلت طائلًا ... تنال به فخرًا وهيهات لم تنل

فلا نلت عند القوم عزًا ورفعة ... ولا نلت دنيا ولا درهم حصل

تردد في أبيات نظمك مدحهم ... لتذبحهم يا سيد القول والعمل

وهلا قلبت المدح نصحًا بحكمة ... تنال به الزلفى إذا ضلت الحيل

وما قلت من تجويز ما كان من ... مكاتبة الأتراك فالأمر محتمل

فان كان دفعًا للشرور وهدنة ... وسلمًا فذا لا يمتري فيه من عقل

وإن كان لاستصحاب صدق مودة ... فهذا ركون من أتاه قد اختبل

وإن كان لاستجلاب دنيا دنية ... فذلك ميل عن طريقة من عدل