للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجرهموا قصدًا لهم من بلادهم ... على بيضة الإسلام من أكبر العضل

فهل تقبل التفريق فيما ذكرته ... أم الفرق يا أعمى البصيرة مضمحل؟

وتحكم في تجويز هذا وإنه ... سياسة ملك مابذلك من خلل

ولا يستقيم الأمر إلَّا بهذه ... عياذا بك اللهم من زيغ من عطل

وتزعم أنا و (الملاحي) ورهطه ... تساوت بنا الأهواء في بعض ما حصل

وهذي دخول بيننا غاب علمنا ... على حزبكم في صرفها ضاقت الحيل

أصدقا قصدت الحق أم أنت كاذب ... أم النذل أعمى القلب أم زاغت المقل

فلسنا غضابا من ردود صحيحة ... أتانا بها الإنصاف والحق قد قبل

ويغضبنا التلبيس فيما تقوله ... وبهتك للاخوان زورًا مع الجدل

ومن يأت في علم صحيح بحجة ... فأهلًا بها يا صاح، أهلًا وَجَيَّهَلْ

فهذا اعتقادي، واعتقاد أحبتي ... ولو كنت أكثرت الأكاذيب والجدل

فخذها نبالًا من حنيف موحد ... تمزق من سوء العقيدة ما بطل

وكن ناظرًا فيها بعين صحيحة ... ودع عنك عينًا قد أضر بها الحول

وإن رمت فاستنشق أريج عبيرها ... ولا تقصد الأوضار والنتن كالجعل

وإن شئت فاقراها نهارًا وبُحْ بها ... واسمر بها ليلًا ولو كان في مهل

وإن شئت فاقبلها وكن عاملًا بها ... وان شئت فارددها كفعل ذوي العذل

وصنف كراريسًا بنقض جوابها ... وسود طروسًا من شقاشقك الرُّذل

وإن لا يكن فاجعل بشدقيك كثكثا ... ومت كمدا يبقى إلى منتهى الأجل

وبعد اللتي ثم اللتيَّا فهذه ... بضاعة عبد قد تخلى من العلل

فما عرضت في وصف سعدى وزينب ... ولا وصفت بيض الثغور مع الرثل

ولا قصدت مدحًا وذمًا أصالة ... ولا شببت في العشق يومًا مع الغزل

ولكنها تحمي حمى خير معشر ... ذوي العلم والتحقيق في الحزن والسهل

* * * *

فيا راكبًا من فوق قوداء ضامر ... صبور على الشدات في الخصب والمحل