للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد جن جنون بعض إخواننا المصريين حتى اشتكوا إلى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فاستدعاني وطلب مني الخطبة إذا كانت مكتوبة فأخبرته أني ألقيتها ارتجالا فأنكر عليّ ما بلغه عني من هذه الخطب، فسألته يا ش يخ هل ترى أننا ما عبدنا الدنيا فقال رحمه الله: ما قلت لك إننا ما عبدنا الدنيا.

وبعد مدة قليلة من هذه المحادثة جاءني الأمر بالتخلي عن المسجد.

وفي أثناء هذه المدة التي كنت فيها إمامًا لهذا المسجد توثقت الصلة ببعض الإخوان من أهل الزلفي وكان من أبرزهم الشيخ أحمد بن عليّ الحميدان والشيخ أحمد بن ناصر الغنيم والشيخ مقبل العصيمي وغيرهم، وكنا جميعًا في هذه الفترة لا نزال نطلب العلم على الشيخ محمد بن إبراهيم وكان هؤلاء الإخوة أسن مني، وكان الشيخ أحمد الحميدان يميل كثيرًا إلى علم الأدب وكان يقول الشعر ومن أجل إحساسه بأنني أحب اللغة العربية وعلومها وآدابها فكان يحمسني على قول الشعر، وفي يوم من الأيام ضمني معه مجلس في بيت الشيخ مقبل بن عبد الله العصيمي فألقى عليّ أنا والشيخ مقبل بيتًا من الشعر في الغزل قديمة وطلب أن يقول كل منا بيتين على منوال هذا البيت القديم الذي هو:

حواجبنا تقضي الحوائج بيننا ... ونحن سكوت والهوى يتكلم

وبعد أسبوع تم الاجتماع حسب الوعد فقال الشيخ مقبل:

وأعلم ما تهوى وتعلم أنني ... أريد بها أخلو إذا القوم نُوَّمُ

فلا واشيا نخشى ولا عين مبصر ... سوى عين من هُوْ بالسرائر يعلمُ

ثم قلت أنا (يوسف):

ولما منعنا أن نبوح بحبنا ... مشافهة إذ ذا لدُنَّا محرَّمُ