عمدنا إلى الطرف اعتبارًا بكونه ... بديلًا كما يجزي عن الما تيممُ
كان الحكم بيننا الشيخ أحمد الحميدان فحكم لي بالسبق والتفوق على الشيخ مقبل ولكنه عفا الله عنه - وجه إليَّ تهمة مؤلمة لنفسي شديدة حيث زعم بأن هذين البيتين ليسا من نظمي وأنني سرقتهما من بعض كتب الأدب. فقلت من بحر الرجز:
أهلًا بذلك الصديق الأفضل ... صدقني في النظم أم لم يفعل
لما نظمت الشعر استغربته ... مهلًا أبا حميد لاتستعجل
فهالك نظمي لقريض مبتكر ... في حليه قبلي لم يستعمل
لي فكرة تستدعي المعنى البعيـ ... ـد درْكهـ عفوًا ولا أستنحلِ
ثم إن الشيخ أحمد الحميدان عين قاضيًا في بلد (ثادق) ثم كان - جزاه الله خيرًا - يكاتبني مكاتبة تفيض بالود والمحبة ويضمنها بعض الأبيات الشعرية المعبرة عن حبه وإعجابه بي فقال في بعض رسائله الموجهة لي:
سلام الله يا زمنًا مضى لي ... مع الأحباب في بلد الرياض
زمان أبيض منه الليالي ... مع الأيام ناصعة البياض
لأني كنت من أصحاب صدق ... ذوي الآداب والنكت الغماض
وفيهم يوسف كمثل بازٍ ... تراه للغوامض ذا انقضاض
وقد بدلت بعدهمو بقوم ... من الآداب خالية الوفاض
هذه الأبيات أرسلها الشيخ ضمن خطاب بعثه لي من البلد الذي هو مقيم فيه وقد سبق أن أرسل أيضًا خطابًا ضمنه هذه الأبيات:
أراك الشيخ يوسف قد بدأنا ... نقول الشعر فاحرص أن تجيدا
وخذ ما جاء إن تره مُطيعًا ... ودع ما كاد إن تره عنيدا