للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعانق ما تيسر واحفظنه ... وزايل كل ما تره بعيدًا

وقد بأدلته بالمثل وضمنت بعض رسائلي هذه الأبيات:

فاحمد قدركم أصلًا وفرعًا ... ويسمو في الفخار على الطباق

أنيس قربه لا يستمل ... ظريف طبعه أسنى الرفاق

فساعته كحول في الفراق ... كما حول كساع في التلاق

وفي عام ١٣٦٨ هـ عينت مدرسًا في المدرسة الأهلية الواقعة على البطحاء شرق مبنى البلدية، وكان مديرها في هذا الوقت الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم - رحمه الله - والشيخ خليل الهندي كان مساعدًا له وجلبوا لها عدة مدرسين من مكة وغيرها، وكانت هذه المدرسة أول ما فتح في الرياض بعد مدرسة الأمراء ومدرسة الأيتام المسماة السعودية.

وقد استمريت مدرسًا فيها قريب خمس سنوات حتى فتحت المعاهد العلمية فاستقلت من وظيفة التدريس والتحقت طالبًا في معهد الرياض العلمي الذي في البطحاء في الرياض، وبعد أن تخرجت من المعهد واصلت الدراسة في كلية الشريعة وقد تعرفت فيها على كثير من الزملاء.

وفي عطلة الدراسة في عام ١٣٧٧ هـ قمت برحلة لسوريا ومكثت في دمشق مدة وقد وفقت فيها بالتعرف على الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني، وقد أعجبت بنشاطه وعمله وتنظيمه للوقت، ففي أثناء الأسبوع يجتمع معه مجموعة من الطلبة ليتلقوا منه دروسا في الحديث وبعض وقته يذهب للمكتبة الظاهرية في دمشق لينقل من المخطوطات وله دكان يذهب إليه يشتغل فيه لكسب العيش، وكانت مهنته في الدكان إصلاح الساعات إذ كان مهندسًا للساعات، ثم في كل شهر يسافر من دمشق إلى حلب فيمكث فيها أربعة أيام