نحمد الله رب العالمين، ونصلي ونسلم على عبده ورسوله سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الأخ الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الثويني قد أطلعني عندما كان يسعى في اختيار موضوع يتقدم به إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لنيل شهادة درجة الدكتوراه بأنه ربما يختار أن يكون ذلك الموضوع عن (الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي وجهوده العلمية والدعوية)، وكان بذلك يستشيرني في موضوع الدراسة هذا على اعتبار أن الشيخ صالح البليهي رحمه الله كان زميلًا لي منذ تعيينه مدرسًا في المعهد العلمي في بريدة عام ١٣٧٣ هـ حتى نقل عملي إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام ١٣٨٠ هـ. إضافة إلى الزمالة مع الشيخ صالح في طلب العلم على المشايخ قبل ذلك بسنين.
فقلت له: إنني أعتقد أنك تستحق الشكر على ذلك وليس مجرد التشجيع، لأن هذه سُنَّة حسنة لا شك في أن غيرك سيقتدي بك فيها فيؤلف الرسائل والبحوث في أحوال علمائنا ومشايخنا الذين لم تدون أخبارهم، ولا يكاد الجيل الجديد من أبنائنا وبناتنا، بل من طلبة العلم فيهم يعرف شيئًا ذا أهمية من أحوالهم.
لكن البحث الجامعي يحتاج - كما تعرف - إلى مراجع ونصوص موثقة، وبلادنا لم تؤرخ تاريخًا واضحًا يتناول دراسة الشخصيات المؤثرة فيها وبخاصة العلماء من غير القضاة.
وقلت له: إنني في الوقت الذي أشجعك على أن تكون رسالتك عن الشيخ صالح البليهي رحمه الله فإنني سأرثي لما ستتكبده من جهد في الحصول على المراجع.
وقد انصرف عني من غير أن أعرف شيئًا عن عزمه إلى أن اتصل بي بعد ذلك بسنة أو نحوها ذاكرًا بأنه قد عزم على ذلك، وأن الشيخ الدكتور (صالح بن