وفي جمادى الأولى من هذه السنة، سار الأمير محمد العبد الله بن رشيد، القتال أهل القصيم، وخرج حسن آل مهنا الصالح أبا الخيل أمير بريدة، وزامل العبد الله السليم أمير عنيزة، ومعهم جنود كثيرة من أهل القصيم ومن البادية فحصل بينهم، وبين ابن رشيد وقعة في القرعاء قتل فيها عدة رجال من الفريقين، وذلك في ثالث جمادى الآخرة من السنة المذكورة، ثم التقوا بعدها في المليدا، في ثالث عشر من جمادى الآخر من هذه السنة، وحصل بينهم قتال عظيم وصارت الهزيمة على أهل القصيم، وأتباعهم، وقتل منهم خلائق كثيرة، منهم زامل العبد الله السليم أمير عنيزة رحمه الله تعالى.
وانهزم حسن آل مهنا الصالح أبا الخيل، فأدركوه ثم جيء به إلى الأمير محمد العبد الله بن رشيد، فأرسله إلى حائل، وجلس هناك، واستولى الأمير محمد العبد الله بن رشيد على جميع بلدان القصيم، ولما بلغ عبد الرحمن بن فيصل خبر الوقعة، وكان قد أقبل من العارض ومعه جنود كثيرة قاصدًا القصيم، وقد وصل إلى الخفس، رجع إلى الرياض، وتفرقت تلك الجنود.
ثم خرج من الرياض وصار مع بادية العجمان، واستولى الأمير محمد العبد الله بن رشيد على مملكة نجد (١).
ووجدت وصفًا جيدًا لما حدث في وقعة المليدا وما بعدها في كتاب مخطوط لم يطبع بعد وهو كتاب (النجم اللامع) لابن عبيِّد من أهل عنيزة فأحببت إيراده هنا لما فيه من نقاط أو لمحات وملاحظات لا توجد في غيره، وإلا فإن أسباب الوقعة وما تلاها صارت معروفة لنا، وأمثالنا من المتابعين لمثل هذه الأمور، ومع أن في كلامه ملاحظة أو ملاحظتين، قال ابن عبيِّد: