فلما كان يوم الخميس الموافق ٢٣ من جماد أول خرجوا من عنيزة ومن بريدة ومن سائر القصيم وكل القصيم يومئذ تابع لحسن وتحت إمرته عدا عنيزة وضواحيها فهي مستقلة تحت إمارة زامل ابن سليم وحين ما أرادوا الخروج من أوطانهم تواعدوا القرعا قرية معروفة بشمالي القصيم ونزلوا فيها وتواردت غزوان القصيم من كل جانب وأقاموا فيها بضعة أيام وهم متقابلين ولم يكن بينهم قتال، حتى بدأهم ابن رشيد بالقتال، وكان معه جنود كثيرة لا يحصى لهم عدد من شمر وحرب وعنزة، والظفير وهتيم ونزل ابن رشيد على الضلفعة قبالة أهل القصيم.
ثم بعد ذلك زحف عليهم ابن رشيد وحصلت بينهم وقعة يسمونها كون القرعا وكانت الغلبة لأهل القصيم على ابن رشيد لأنهم متحصنين في جبال ولم يكن لخيل ابن رشيد ميدان تغير به، وكان معه على ما يقول المحقق من صنف الخيل ثمانية آلاف خيال (٨٠٠٠)، فلما رأى محمد ابن رشيد أنه لا طاقة له بهم ما داموا في منزلهم هذا وأن الخيل ليس لها ميدان للغارة فرحل عن مكانه مختارًا له منزل يكون أفسح من منزله وفيه مجال للخيل لكرها وفرها ونزل الشيحية قرية صغيرة غربي القصيم وجعل بينه وبين أهل القصيم صحراء واسعة وهي التي تسمى المليدا.
فبعد رحيله رحلوا ونزلوا شرقي المليدا ونزل هو غربيّها وهذا الذي يقصده لأن الصحراء كانت بينهم ثم انه حين ما نزلوا قبالته لم يمهلهم ومشى عليهم من ساعته بجميع جنوده خيلًا ورجلًا فالتحم القتال وحمي الوطيس وبلغت المعركة أشدها فقتل زامل وولده علي وبضع رجال من بني عمه وعدة رجال شجعان من أهل عنيزة ومن قبيلة حسن ورجاله قتلى كثيرة.
وقتل من أهل بريدة خلق كثير ومن مشاهير القتلى عبد العزيز بن عبد الله آل مهنا وعبد العزيز بن صالح آل مهنا ومحمد العودة أبا الخيل وعودة آل حسن