ولما وصل إلى هناك لم تمض مدة طويلة حتى التحق بإحدى وظائف الجوازات، وذلك في أوائل السبعينات الهجرية، ولما غرفة إخلاصه واجتهاده في عمله كُلّفَ مراقبًا لجوازات ميناء الدمام سنة ١٣٧٣ هـ ولم يكمل النصار السنة في عمله الأخير حتى رشحه مدير الجوازات والجنسية بالمنطقة الشرقية الشيخ إبراهيم العلي المطلق مديرًا لجوازات الحفر ذلك في أوائل سنة ١٣٧٤ هـ وانتقل عبد الله النصار إلى حفر الباطن، وهناك صار الرجل المناسب وبَرَزَ أكثر في عمله وتطورت إدارته وتعددت أقسامها وصارت تصدر حفائظ النفوس وجوازات السفر علاوة على عملها الأساسي (منفذًا بريًا) للدخول والخروج، وذلك قبل افتتاح مركز الرقعي الحالي.
وكان ابن نصار خلال عمله مضرب المثل ومحل ثقة الجميع من المواطنين والمسئولين على حد سواء، كان أمير الحفر الراحل صالح بن عبد الواحد يعتمد عليه في كثير من الأمور الهامة الرسمية، ويأخذ برأيه مع أنه رحمه الله من دهاة الرجال، كما أن الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي رحمه الله يوكل إليه بعض القضايا بحفر الباطن ويشركه في اللجان الهامة بحفر الباطن وغيره.
وفي أوائل سنة ١٣٨٤ هـ كان لي شرف العمل مع هذا الرجل الطيب، فقد كنت مراقبًا في جوازات الخبر ثم عملت فترة في جوازات الدمام، وتم نقلي الجوازات حفر الباطن، ولما قَدِمْتُ عليهم كان النصار في استقبالي، وقد قام هو ومساعده آنذاك الصديق سليمان البراهيم الجريش والصديق عبد العزيز الرماني بأكثر من الواجب، وأكرمني أبو ناصر وَعَرَّفني على البلد وأهله الطيبين، ثم عملت معه عدة سنوات كأنها أشهر ولي معه شريط من الذكريات لن تمحوه الذاكرة أبدًا لأنها ذكريات شرف ورجولة وكانت في عز الشباب.