ومن شعر الأستاذ عبد العزيز بن محمد النقيدان قصيدة في رثاء والده، قال في مقدمتها:
إلى أبي الراحل:
الوفاء للآباء أحياء وأمواتًا سنة هذا الدين الحنيف، (وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرًا) فإلى أبي يرتفع الدعاء بأن ينزل على قبره شابيب الرحمة ويسكنه فسيح جناته برحمة منه وفضل:
اليوم يجدر أن أقول رثائي ... يا صاحب التقوى من الآباء
عشنا سنين وأنت فينا رائد ... ومعلم في منهج الفضلاء
عشت التواضع والمحبة والندى ... متسامحًا حتى مع الجهلاء
ذهل الصغار على الشفاه تساؤل ... جاد الكبار بمدمع وبكاء
ومواكب تترى مواسية لنا ... جاءت معبرة بكل وفاء
فمن القلوب تضرع وتودد ... وتفيض السنة بخير دعاء
يا راحلًا عنَّا فدتك قلوبنا ... كيف السلو عن القريب النائي
قد شيعتك إلى المقابر صفوة ... ممن سما في صحبة وإخاء
أحببتهم في الله والكل انبري ... قد ودعوك بدمعة وعزاء
لو كان في الشعر الوفاء لعانقت ... درر القوافي في سياق رثائي
إن الأبوة منهج وتعامل ... وبناء جيل نابه الآراء
قد كنت في كل الأمور مسددًا ... تدعو لكل تقدم وبناء
إن الثمانين التي بلغتها ... كانت جهادًا مثقل الأعباء
إن البصيرة وهي أعظم منة ... خلعت عليك ملابس السعداء
وشكرت ربًا كم تلوذ بركنه ... وصبرت محتسبًا لكل بلاء
إن الذي جعل العقيدة نوره ... قد سار في طهر مع الحنفاء
ماذا نقول إذا تقدم راحل ... إن الرحيل نهاية الأحياء
في ذمة الله الذي برأ الورى ... أن المنايا قدرت بقضاء