فإلى جنان الخلد يا علمًا هوى ... لك في رحاب الله حسن جزاء
وقال في رثاء زوجته بدرية بنت عبد الله بن محمد العبدان:
في البيت عاصفة:
إلى روح زوجتي الطاهرة التي استعجلها المنون في شبابها دمعة رثاء ووفاء:
رباه ماذا أرى قد هز وجداني ... في البيت عاصفة من غير تحنان
أنسى الجراح إذا بي في معاركها ... ينتابني وابل منها ويغشاني
يجئ ليلي وبي من ومضة فرح ... وتشرق الشمس في هم وأحزان
ماذا يدور وهل ما مسني حلم ... أم الخطوب تهز اليوم بنياني؟
يوم يمر وفي ساعاته عجب ... تحير اللب تعيي كل إنسان
أعيش مرتعش الأطراف مندهشًا ... ماذا جرى هل هنا أحلام وسنان؟
أكاد أحبس للشكوى منافذها ... فينطق الدمع لم يعبأ بكتماني
أكاد أبحر في ليل يغلفني ... لا اليل ليلي ولا الجيران جيراني
في البيت زهرته ذابت لتوجعني ... وبي من الهم ما قد هز أركاني
أشاهد الموقف القاسي فيملأني ... حزنًا يجدد آلامي وأشجاني
ما أتعس المرء في دنياه لابسة ... ثياب زور وأرزاء وبهتان
وقفت حيران والآلام تعصرني ... أرنو إلى (ماجد) حينًا و (إيمان)
وتلك (مي) وما تدري براءتها ... أنحن في جنة أم فوق بركان
هما صغيران قد عاشا على أمل ... يحوط قلبيهما تحنان وجداني
* * * *
مرت ليال وصافي صفوها كدر ... ونقلة بين عهد ظله دان
إلى هجير ولكن لا دوام له ... بفضل رب مجير كل إنسان
في روحك الطهر لم تدنسه ... مثلبة من دوحة العلم من ربات إيمان