ومنهم سليمان بن محمد النقيدان شاعر عامي من أهل بريدة.
ألف كتاب (من شعراء بريدة) ويريد بذلك شعراء العامية في بريدة إلَّا أنه أدخل فيه شعراء ليسوا من أهل بريدة مثل عطاء الله الخزيم ومحمد بن راشد العمار، والسنيدي.
وقد أصدر منه جزئين طبعا، وكان يعد للجزء الثالث إلَّا أن المنية حالت بينه وبين إصداره، وأخبرني أحد أبنائه أنه لم يصل إلى درجة أن يكون كتابًا، ولكنه أوراق متفرقة مختلطة بأوراق الأشعار التي ذكرها في الجزئين المطبوعين وغيرها.
وقد عهدت سليمان النقيدان هذا يسافر إلى القرى والهجر البعيدة ليجالس شعراءها ويكتب عنهم أشعارهم، حتى اجتمع له من ذلك مقادير كبيرة.
وكان يجالس الشاعر صالح بن إبراهيم الجار الله، لأنه صديق له وكلاهما شاعر.
من شعر سليمان بن محمد النقيدان في مدينة بريدة (قصيدة بريدة):
يا ما حلا الجلسه على حافة النار ... مع دلة جنب المعاميل صفرا
يخلط لها من غالي البن وبهار ... والعنبر الهندي مع الكيف يبري
مع ربعةٍ بين المجالس لهم كار ... الكلّ عن ذكر المناقيد يدرا
ما بين حلوات السوالف والأذكار ... على مسبل طامي قاع خبرا
في مربع بين الخزامى والازهار ... لي فاح ريحه تلقى الأرواح سكري
الأرض خضرا، والمداعيث نوَّار ... والجو غيم وهامي الطلّ يذري
تسمع على غدرانها سجع الاطيار ... الصبح دم وساير الليل قمرا
يا صورة ما تنمحي عبر الأفكار ... تبقى على ساعات الأيّام ذكرى
في ريف دارٍ شعشعت فيها الأنوار ... دستور شرع وما قضى فيه يجري
سلم لأهلها حشمة الجار للجار ... وحق عليهم لي لفي الضيف يقري
بريدة حباها الله من زين الاثمار ... عمَّ الرخا فيها والانعام كبري
يا ديرتي يا حلوة الدار من دار ... أحلى من المسلسل على الكبد وامرا
يا ريحة من فايح المسك لي فار ... يا عقد مرجان زهي عنق عذرًا