ويستعرض الفيلم التحول الفكري بعد الشرارة الأولى التي أحدثها المفكر المغربي محمد عابد الجابري على منصور بعد قراءته لمشروعه (نقد العقل العربي) بعد أن قرأ أول كتاب له عام ١٩٩٥ م، حيث كان التحول يظهر بشكل خجول ومتوار، حتى أتت تلك الصدمة ثمارها بشكل علني واضح عام ١٩٩٨ م حينما نشر أول مقال له الذي كان بعنوان (هل كان ابن أبي دؤاد مظلومًا؟ ). انتهى.
وعندما حكم قاض بالتفريق بين زوج وزوجته بحجة عدم الكفاءة في النسب، لأن الزوجة من العرب القبليين والزوج من العرب الخضيريين، وفرقت الشرطة بينهما بسبب هذا الحكم فسجنت الزوجة لئلا تتصل بزوجها واختبا زوجها خوفًا من أن يسجن كزوجته، وتشرد ولدان لهما صغيران حتى سلما لإحدى الجمعيات الخيرية، كتب منصور النقيدان معلقًا على هذا الموضوع ما يلي:
في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي قامت محكمة التمييز في العاصمة الرياض بالتصديق على حكم التفريق بين منصور التيمائي وزوجته فاطمة العزاز، بعد أن ثبت عند القاضي أن التيماني لا ينتسب إلى قبيلة معروفة، فأصدر حكمه المجحف مدمرا ثلاث سنوات من حياتهما رزقا فيها بطفلين، وقبعت الزوجة في زنزانتها وهي حبلى بطفلتها الثالثة، ثمانية شهور بسجن شرقي البلاد معلنة رفضها للانصياع لرغبة أقاربها الذين وجدوا في القضاء حليفا وداعما، حتى أسدل الستار على نهاية تلك القصة المؤلمة بإخضاع الزوجة البائسة لجلسات علاج روحاني يقك طلاسم السحر، ويطرد الأرواح الشريرة لتأهيلها للخروج أخيرًا إلى منزل إخوتها.
وشهدت المحاكم السعودية مؤخرًا دعاوي بفسخ عقود زيجات صحيحة، لأسباب أخرى مشابهة مثل اختلاف العرق واللون، على رغم تراضي الزوجين وموافقة أحد الأولياء، ولكنها تمت على كره من أبناء عشيرة المرأة الأدنين وشيبتها الغاضبين.