فارس يركب فرسا ويحمل على كتفه ست بنادق وطلب منهما التوقف فقال إبراهيم بن إبراهيم الحميد لسليمان الشقاوي: إمض في طريقك لا تقف ودعني مع هذا الخيال والحياة والموت من الله، ووقف إبراهيم بن إبراهيم الحميد يسأل الفارس بقوله: ماذا تريد من رجل لا يحمل سلاحًا؟ فصوب إليه البندق الفارس لكنه لم يطلق النار عليه فقد أخذ يتأمل رباطة جاش رجل من أهل بريدة لا يحمل سلاحًا ويتحدى فارسًا يحمل السلاح وأطال النظر إليه فعرفه الفارس قائلًا: إبراهيم الحميد؟ قال نعم! قال كدت والله أقتلك فقال له: تقتل من لا يحمل عليك سلاحًا؟
فقال الفارس أنا سليمان النودلي من رجال ابن رشيد، لقد سلمت، كنت أتردد في إطلاق النار عليك، إنها القرابة اركب معي على فرسي أدخلك في قوم ابن رشيد وأنت آمن حتى نمرة من قرب بلدان القصيم وأتركك تذهب لبلد من بلدان القصيم، وأنت آمن، قال إبراهيم الحميد رفيقي سليمان الشقاوي لا أدعه يضيع أخشى عليه أن يُقتل، فركب إبراهيم الحميد رديفًا لسليمان النودلي على فرسه ولحقا بسليمان الشقاوي وآمنوه فتبعهم واتجه سليمان النودلي إلى جند ابن رشيد ومعه الرجلان، ولم يعترض عليه أحد لوجود الرجلين معه.
وقد شاهد إبراهيم الحميد ابن رشيد وتعرف على ملامحه من قرب وسار الرجلان بأمان سليمان النودلي ورحل ابن رشيد من أرض جراب واتجه إلى حائل، ولما وصل إلى الأسياح واقترب منها قال سليمان النودلي لإبراهيم بن إبراهيم الحميد وسليمان الشقاوي هذه نخيل الأسياح في الأسياح وبطرفه قصر فيه رجال مسلحون من أهل الأسياح بإمكانكما الدخول إلى الأسياح، والإنتقال منها إلى بريدة فوصلا إلى نخل أخذوا يطلقون النار على جند ابن رشيد وأتباعه ويمنعونهم من الاقتراب من القصر أو النخيل، وظن من في القصر أن إبراهيم بن إبراهيم الحميد وسليمان الشقاوي من أتباع ابن رشيد فصاروا