للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي يوم من الأيام جاء رجل من أسرة طيبة اسمه (إبراهيم بن عبد العزيز ..... ) فطلب الرجل من صاحب الدكان أن يعطيه ثلث وزنة قهوة فلما وزنها له ووضعها الرجل في طرف (شماغه) قال لصاحب الدكان: تراي ما معي ثمنها أجيبه إن شاء الله بعدين، فقال صاحب الدكان: أنا عليّ حلف أني ما أخلي أحد يروح بشيء من دكاني إلَّا بعدما يدفع ثمنه ثم سحب طرف شماغ الرجل وأفرغ القهوة منه.

قال ابن نويصر: فتأثرت من فعل صاحب الدكان بهذا الرجل الطيب، ونسيت كل شيء وكانت معي أنا عشرة ريالات فضة فأفرغتها كلها من جيبي، وقلت لصاحب الدكان: عطه بها قهوة وهيل وسكر وشاهي، وكانت: العشرة الريالات هي كل ما أملكه آنذاك.

قال: فأخذ الرجل بيدي إلى مكان خالٍ من زقاق مجاور، وقال لي: أنت يوم أنك تعطيني هالفلوس اللي ما عندك غيرها تبي تكافيني عن العيش الذي أعطيتك إياه بالليل يوم أنت وعيالك تبيتون بلا عشا؟

وكيف عرفتني وأنا متخفي؟

قال ابن نويصر فأقسمت له أيمانا مغلظة أني ما عرفت أنه هو الذي أعطاني العيش ولكن الذي دفعني إلى ذلك هو التقدير له ولحمولته.

قال ابن نويصر: وهذه من غرائب المصادفات.

ومما قال عبد الرحمن المحمد النويصر (العيش):

يقول دحيم يوجس في ضميره هواجيس ... ما ذاق لة النوم يا طول ليله

يخاف من هرج القفا والاباليس ... لا شك ظنه طيب مع قبيله

اكتب كلامي كل ما اقول تقييس ... لعمال جلف الزعفرانه لهيله (١)


(١) التي تصنع القهوة بالجلف والزعفران والهيل هي امرأته كما قال.