للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الأستاذ محمد بن عثمان القاضي:

هو العالم الجليل والشاعر البارع الشيخ عمر بن صالح بن علي الوسيدي أجداده نزحوا إليها من قفار، ولهم أملاك بأمهات الذيابه آلت للبسام، ولد هذا العالم في الشقة من أعمال بريدة سنة ١٣٠٣ هـ، ونشأ نشأةً حسنة، وقرأ القرآن وحفظه في الكتاتيب كما تعلم قواعد الخط والحساب، ومبادئ العلوم فيها، وشرع في طلب العلم بهمةٍ ونشاط، فرحل إلى بريدة ولازم عُلماءها.

ومن أبرز مشائخه: محمد بن عبد الله بن سليم ثم علي ابنيه عبد الله وعمر ثم على العلامة الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد ولازمه ملازمة تامة في جلساته كلها، وكان نبيها قوي البديهة أذكيًا وأدرك إدراكًا لا بأس به، وله أبناء ثلاثة أكبرهم قاضي تمييز، وكان له في الأدب والسير والمغازي وحفظ الوقائع والتاريخ الإسلامي والشعر صولات وجولات.

أعماله: فقد تعيَّن إمامًا في القرعاء وخطيبًا، وظل زمنًا ثم نقل إمامًا وخطيبًا ومدرسًا في الشقة، وظل زمنًا طويلًا، وكان حسن التعليم، وله تلامذة كثيرون وفي أخر حياته رحل إلى الرياض ولازم حلقات العلماء، ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وعينه الشيخ محمد إمامًا وخطيبًا لأحد جوامع الرياض ومدرسًا فيه للطلبة، واستمر في نشاطه حتى وافاه أجله المحتوم في سنة ١٣٧٣ هـ، مأسوفًا على فقده، وله مرثية بشيخه عمر بن سليم وأخرى بالشيخ عبد العزيز العبادي (١).

والتعليق عليه قوله: إنه من أهل الشقة وهو من أهل القرعاء ورغم كون والده من أهل الخبوب كما تقدم.


(١) روضة الناظرين، ج ٣، ص ١٤ - ١٥.