للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العام اجتمعت ثلاثمائة وعشرين رعية في وقت واحد عند قناة السويس لتعبر إلى مصر، طبعًا كان هناك قبل هذه كما جاء بعدها عدد آخر في السنة نفسها، كان هؤلاء القوم يقومون بعملهم بهمة ونشاط.

العقيلات ليست لديهم أدنى صلة ببني عقيل وليس صحيحًا أن اللفظ أتى من عقال الخيل، إنما الجنود غير النظاميين من أهل نجد الذين كان يستخدمهم العثمانيون كانوا يعرفون بالعقيلات. انتهى.

قال الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان:

قابلت الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي، وهو كهل يقترب من التسعين، فهو من مواليد بريدة ١٣٢٢ هـ، فاستمتعت بحديثه الشيق عن قرنه الذي خلفه وراءه، إذ هو اليوم معدود من معمري بريدة، أهل الخبرة والرأي، وممن عاشوا تجربة زمانهم، وأحداث عصرهم، ببصيرة وفقه، وكان ممن يمتهنون الكتابة التوثيقية بين الناس، وأي فتي في بريدة، ينظر في وثائق والده أو جده سيجد أن معظم مخطوطاتهم نسخت بخط (الوشمي)، فهو كاتب العدل بين الناس في عصر لم تتأسس فيه كتابات العدل الرسمية التي أمسى الناس يراجعونها للتوثيق بينهم، وللشيخ (الوشمي) فراسة عجيبة في فهم الخطوط، ومعرفة التزوير فيها، وهو يعرف خطوط الخطاطين في عصره، فينظر إليها، وكأنه ينظر إلى وجوههم (١)، ويقول إن حرف الكاف، هو أظهر الحروف للتفريق بين كاتب وآخر، لأن قواعد كتابتها كثيرة، وكل كاتب له لون فيها


(١) اعتاد القضاة في بريدة قديمًا وحديثًا، أن يدعموا أحكامهم بأهل الاختصاص في فنهم، ومن الذين يراجعون في تخصصاتهم، الشيخ إبراهيم بن عبيد في الفرائض، والشيخ سليمان الوشمي في الوثائق ومعرفة الخطاطين، والشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم في الفلك، هذه الحاشية للأستاذ عبد الكريم الطويان.