هكذا حدثني عدد من طلبة العلم تلاميذ آل سليم، ولم أسمعه من أي مصدر من جهة جماعة الشيخ ابن جاسر وأنصارهم.
وقد كتب الشيخ إبراهيم بن جاسر بعد ذلك ورقة يوضح فيها ذلك سماها طلبة العلم الذين أخذنا عنهم من اتباع آل سليم (توبة ابن جاسر).
وقد اختلفت الأقوال في سببها فقيل: إنه لم يكتبها بعد تلك المناظرة مباشرة، وإنما كتبها بعد ذلك عندما كثر النزاع بين الصغار والجهال من أتباعهما وطلب بعض العقلاء من الشيخ ابن جاسر أن يفعل شيئًا لحسم هذا الأمر فأصدر هذه الورقة التي سماها بعض طلبة العلم المخالفين له ولمن معه بتوبة ابن جاسر كما تقدم ولم أر فيها أي ذكر للفظ التوبة التي تقتضي الاعتراف بالذنب.
وقد رأيتها بل كتبت نسخة منها بخطي فقد كنت صديقًا وتلميذًا للشيخ فهد بن عبيد العبد المحسن في عام ١٣٦٤ فذكر لي أنّ (توبة) الشيخ ابن جاسر موجودة عند الشيخ محمد بن صالح بن سليم، وأن فهدًا يريد نسخة منه غير أنه لا يستطيع أن يطلبها منه، ويرجوني أن أستعيرها من الشيخ محمد بن سليم، واكتب له منها نسخة، ولم أكن آنذاك أهتم بتوثيق هذه الأمور فأخذتها بالفعل من الشيخ محمد الصالح السليم وكتبت منها نسخة أعطيتها فهد العبيد، ولم أبال أن أخذ منها نسخة لنفسي وهي مؤرخة في عام ١٣٠٣ هـ.
وبعد أن احتجت إلى نسخة منها طلبتها من الشيخ محمد بن سليم، وكانت مضت على أخذها منه نحو ثلاثين سنة، فلم يذكر أنها عنده، ولم يتذكر كيف أخذتها منه وأعدتها إليه.
وحدثني الشيخ سليمان بن علي المقبل أن الشيخ ابن جاسر أراد قبل وفاته أن يعلن رجوعه عما كان منه ومن أتباعه وأن أحد كبار الجماعة قال له: