للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد اتفق مع الجيران على أنه يسني في آخر الليل وإذا طلع الفجر راح لأولاده ولكن تعب من السهر بالليل.

بعد عمل خمسين يوم أعطاه المعزب أجرته وفكر أنه يرحل إلى البلد الكبيرة لعله يحصل على أحد يدينه حتى يتزوج، ولكن يفكر هل إذا تزوج تتفق مع أولاده، وهل أولاده يرغبون المرأة الجديدة بعد أمهم، وإذا رحل ونزل في بلد أولاده لا يعرفون بها أحدًا.

قال في نفسه أستشيرهم رغم صغرهم فقال نبي نروح للبلد أنا وإياكم حتى أشتري لكم ثياب جديدة، ونسكن في بيت أحسن من بيتنا إن كان ترغبون، فرحوا وخرج مع أولاده خارج القرية، وإذا هو يلتقي مع جمال خارج من البلد الذي يريد أن يذهب لها فقال له: يا ولد ودي نرحل من هالقرية إلى البلد ولا معي إلا هل البزران وعفش قليل، فقال الجمال توكل على الله ورد الإبل وحمل العفش واركب الأولاد.

ولما انتصف الطريق قال الجمال بيتك الذي تريد تسكنه هل هو غربي البلد أو شمال؟ فقال فهد: والله يا الحبيب مالي بيت لا شمال ولا جنوب، ولكن إذا وصلنا البلد يسر الله أنا في حالة يرثى لها، وبكي وشرح للجمال وضعه المحرج فقال الجمال، إذا صار هذا وضعك أنا أبروح قبلكم.

وإذا وصلت مورد الماء الذي على الطريق خلك عنده حتى أرجع عليك خابر بيت ما فيه أحد لامرأة من طوارفنا أبا آخذ المفتاح وارجع عليكم.

فعلًا راح وجاب المفتاح وانزل فهد وأولاده في هذا البيت، وإذا هو قال لأولاده صلحوا لخوياي عشاء.

وبعدما أنزلهم بالبيت قال يا فهد ابروح أجيب عشاي أتعشا أنا وإياك والأولاد.