عرف عن الدكتور حسن الهويمل حرصه على سلامة اللغة ونقاء الأسلوب من لوثة العامية، وحينما لاحظ أن الشعر العربي الأصيل أخذ يعاني نوعًا من الانصراف عنه، والازدراء له، وأخذت تتسرب إلى السنة أصحاب المواهب اللهجة الدارجة، بحجة أن هذه اللهجة أقرب إلى نفوس الناس وأذواقهم، هب مناصرا للأدب الفصيح، مؤكدا استحقاقه للعناية والاهتمام، فاللغة العربية والتعبير بها هو الحبل الذي يصل بين أفراد الأمة حين تقطعت الأسباب، لقد نهض بهذا العبء رغم أن للعامية قبولًا في بعض الجهات الرسمية، وأنصارا من بعض الإعلاميين الذين يمتلكون وسائل التبليغ.
هذه بعض ملامح الدكتور حسن الهويمل كما عرفته، ولا أظن أحدًا عرف الدكتور حسن أكثر من معرفتي به لا جرم، لم أتتلمذ على الدكتور حسن لأنه كان معلمًا في التعليم العام وأنا تخرجت في معهد بريدة العلمي، وحينما تحصل على الدكتوراه وانتقل إلى الجامعة كنت قد رحلت إلى الرياض كي استكمل دراستي العليا، أمضيت في الرياض سنتين عدت بعدهما إلى القصيم بعد أن سجلت موضوع درجة الماجستير، بدأت أرتاد النادي، وأعتاد الذهاب إليه والاستفادة من مكتبته ثم أخذت أشارك في أنشطته وأقدم بعض فعالياته، وقد توفي الدكتور الوشمي - رحمه الله - عام ١٤١٣ هـ، وكان عضوًا في مجلس إدارة النادي الأدبي ويترأس اللجنة الثقافية التي تنفذ المحاضرات وتشرف على البرامج الثقافية، حينما عهد إليَّ برئاسة هذه اللجنة، ومنذ ذلك العام إلى يومنا هذا ارتبطت بالنادي وبرئيسه الدكتور حسن ارتباطًا وثيقًا، ولعلي لا أبالغ حينما أقول إنني أكثر الناس قربًا من الدكتور حسن، فكنت ألتقيه غدوة في الجامعة حيث نعمل في قسم واحد، وندرس دفعة واحدة هي دفعة التخرج، وألتقيه عشية في النادي، كنا نتحاور ونتجادل، نتفق حينا ونختلف حينا، وما نختلف حوله أكثر مما نتفق عليه، ومع ذلك فإن اختلافنا لا يزيد علاقتنا إلَّا قوة ورسوخا، لأن اختلافنا