سوى ذكر اقوال فهمتم نقيضها ... واعرضتموا عن اخذ نص مجرد
وحزبكم الغوغا من الناس بدو من ... به حقد من كل شيخ وامرد
على من إذا يأتي بتحقيق ما عفا ... ويتبع أقوال الهداة ويقتدي
فلما رايتم عجزكم وقصوركم ... وثبتم إلى الشكوى بغير تردد
بعثتم بها مزجي البضاعة من له ... صفات عيوب مالها من معدد
جهول بلا علم مصاب بعقله ... فاقوى له صوت الصدا حول مربد
كفي عبرة للناس أن رسولكم ... يدل عليكم يا ذوي كل معتدي
ومذ غاب هذا الوغد عنهم بحملها ... ويمم أبواب الأمير المُسوَّد
ودارت رحى الاعداء في كل بلدة ... وطاطا اتباع الهدى ومحمد (١)
فقد كان قلبي بالهموم مفجعا ... ودمعي سفاحًا على الخد والثدي
وقرح اجفاني السهاد كأنني .... اراقب نجما او بليت با رمد
فأبوا جهارًا خاسئين اذلة ... من الامر صفر بالجنان مع اليد
وجاء لنا نصر من الله بعد ما ... بدا الظن ظن السوء من كل ملحد
على يد مأمون السريرة من غدا ... يسمى بشيخ المسلمين محمد
اخي الحلم والتقوى مع العلم والحجي ... فلازال يعلو ساميا فوق فرقد
يقضي بتدريس العلوم نهاره ... مجدًا ويحيى ليله بالتهجدِ
ويحمي حمى الاسلام جهرًا واهله ... إذا سامهم خسفا شديد التوعد
اليس الذي قد قام لله وانتضي ... من العزم عضبا في زمان منكد
فقام قيام الليث في عزم باسلٍ ... يرى الموت فخرًا من حسام مهند
ولم يثنه في الله لومة لائم ... ولا وهنت منه القوى للتهجد
به ايد الله الهدى وانمحى الردى ... وعادى العدى واهي الظهور واعضد
* * *
ولا تنس ما لاقاه من (ابن جاسر) ... وكابده من فري ناب ومفصدِ
(١) يقصد الشيخ العلامة القاضي محمد بن عبد الله بن سليم رحمه الله.