ومن اليحيى إبراهيم بن عبد الله اليحيى كان جسيمًا جريمًا طويلًا عريض الصدر ضخم التقاطيع وهو إلى ذلك شجاع فاتك يخيف الأعداء.
سكن البحرين مدة وقامت بين الشيعة وأغلبهم من الإيرانيين وبين أهل السنة خصومة في البحرين وصلت إلى حد المضاربة فقال حمد الصقعبي وكان في البحرين وإبراهيم بن عبد الله اليحيى، حِنَّا نكفيكم ها الجهة ما يجيكم منها أحد وأنتم يا أهل البحرين كلكم أكفونا الجهة الثانية!
وقد فعلا ذلك فمنعا أي مدد من الشيعة من تلك الجهة لأن كل واحد منهما شجاع فاتك، والحق إبراهيم بن عبد الله اليحيى إصابات بعدد منهم لأنه كانت معه خشبة يضربهم بها.
وقد خاف عليه ابن عمه عليّ اليحيى من أن يقتصوا منه فكتب إلى الأمير عبد الله بن جلوي أمير الأحساء يطلب منه أن يساعده على الخروج إلى القصيم، قالوا: فوفد إبراهيم بن عبد الله اليحيى على الأمير ابن جلوي في الأحساء فأعطاه ذلولًا وزهابًا وعاد إلى بريدة.
ومما يتعلق بشجاعة إبراهيم اليحيى هذا وإقدامه وعدم خوفه أن إمام أحد المساجد في البحرين قال في خطبة الجمعة ما معناه: لقد ظهر في نجد رجل ضال مضل اسمه محمد بن عبد الوهاب خرب عقائد الناس، وكفر المسلمين فاحذورا منه، فلم يملك إبراهيم بن عبد الله اليحيى نفسه أن نهض من الصف وأمسك بالخطيب من جانبي رأسه ورفعه بيديه عن المنبر وألقاه بعيدًا عنه فغشي عليه.
وقد شكاه إلى الحاكم الإنكليزي آنذاك فقال إبراهيم اليحيى للحاكم: أنتم تقررون أنه ما يجوز لأحد أن يسب الأديان، وهذا الرجل يسب ديننا وعقيدتنا وأنا ما سويت له شيء إلَّا أني منعته من ذلك! فتركه الحاكم ولم يعاقبه.