حدثني والدي رحمه الله قال: حجيت أنا وأمي حجة الإسلام قبل سنة جراب بسنة، أي في عام ١٣٣٢ هـ وذلك في حكم الشريف على مكة، وكان حاج القصيم كثيرًا إذ تجمعوا كلهم تحت راية واحدة هي حجاج القصيم وكان أميره الذي اختاره أهل بريدة لإمارة الحجيج هو فهد بن عبد الرحمن الشريدة وقاضيه هو الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وذلك قبل أن يتولى قضاء بريدة بعشرين سنة تقريبًا.
قال: وكان جمع الحجيج كثيرًا، ومن ذلك أن أهل الزلفي قالوا لحاج القصيم نريد أن نحج معكم، لأن الطريق غير آمنة، ولا نستطيع أن نحمي أنفسنا من الأعراب، فقال أهل القصيم: حياكم الله.
قال والدي: وكان معنا في الحجيج إبراهيم بن عبد الله اليحيى هذا ومعه اثنان في خبرة واحدة أحدهما أخوه يحيى العبد الله والثاني رحيم لهم من (الحميد) اسمه صالح الحميد، وهو أخو راشد الحميد جد الراشد الحميد، والخبرة هم الجماعة من المسافرين يكون مطعمهم واحدًا، وشربهم واحد ونفقتهم واحدة، ويكون الاثنين والثلاثة إلى العشرة خبرة.
قال والدي: ومرة كنا سارين فلما ظهر الفجر أراد الحاج الصفرة فنزلوا وكان أحد رفيقيه أظنه قال رحيمه ابن حميد ينزل من بعيره الفجر فصادف وجود حية خبيثة كانت قد أثارتها أصوات الإبل وضجة الحجاج فلدغته مع إيهام رجله، فسارع أهل الطب الشعبي من الحجاج يداوونه بما لم يفده، قال: وكانت المشكلة أن الحجاج لا يستطيعون البقاء في مكان واحد من أجل رجل واحد فحمله الناس وهو يتألم على راحلته وعندما اشتبكت النجوم أي استحكم الظلام بعد ذلك اليوم كان قد علجم على لسانه أي أصبح لا يستطيع التلفظ بالكلام لأن سم الحية كان سرى فيه ووصل إلى لسانه، وفي آخر الليل مات، وقبر في الطريق.