قال: وأما صاحبه الثاني فإننا عندما نزلنا مورد (مَرَّان) وفيه آبار كثيرة قريبة الماء، إلَّا أننا وجدنا عليه (أمة الثقلين) على حد تعبير والدي يريد جمعًا عظيمًا من الناس وبخاصة من البدو كلهم يروي منه فكانت آباره مشغولة، فوجد بئرًا في طرفه من جهة الشمال خالية فصار يمنح الماء منها أي يجذبه بالدلو فسقط الدلو منه في البئر فنزل فيها ليأخذه، ولكنها كانت (صارية) أي منتنة قد لبثت عهدًا طويلًا لم يحرك ماؤها فتولدت فيه الغازات (السامة) أو عدم منه الأكسجين فلم يخرج منها إلَّا جثة هامدة، ودفناه في الطريق.
وهكذا لم يعد من تلك الخبرة المؤلفة من ثلاثة أشخاص إلَّا واحد هو (إبراهيم العبد الله اليحيى)!
أقول: عندما كنت في دكان والدي بعد عام ١٣٦٠ هـ كنت أعرف ثلاثة من آل يحيى هؤلاء، كلهم اسمه إبراهيم، أحدهم إبراهيم العبد الله هذا المتميز بضخامة جسمه وشجاعته، وإبراهيم بن عبد العزيز الذي سبق ذكره وكان صاحب دكان بجانب دكان والدي في القشلة، وكان ذلك الدكان مع دكاننا لبنات حسن بن مهنا أمير بريدة السابق، وكان إبراهيم العبد العزيز اليحيى متزوجًا من امرأة من المهنا، ونازلًا في هذا الدكان على هذا الاعتبار وقد رزق منها بولد اسمه عبد العزيز.
وتقدم ذكر زواج إبراهيم العبد العزيز اليحيا من طرفة المهنا في حرف الميم عند ذكر المهنا، وقد كانت لها ابنة من الأمير تركي بن الملك عبد العزيز آل سعود اسمها حصة، عمرت دهرًا، وعندما توفيت في أول شعبان عام ١٣٢٨ هـ أصدر أخوها لأمها الأستاذ عبد العزيز بن إبراهيم اليحيا نعيًا لها في صفحة كاملة في جريدة الرياض الصادرة في يوم الاثنين ٧ شعبان ١٤٢٨ هـ، وذكر أنها صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت تركي بن عبد العزيز آل سعود، وهذا صحيح.