وأنت دُرّةٌ لابد تحمي ... بحصن عن أيادي العابثينا
إذا ابتذلت فليس لها طلابٌ ... فلا يغررك قولُ الطاعنينا
فأنت نِصفُ هذا الجيل طُرًا ... ومدرسة تربين البنينا
وأنت مبدأ الأجيالِ حقًّا ... وفيك الخيرُ قد أمسى دفينا
لقد حررت بالإسلام قدمًا ... وكنت قبله في الجاهلينا
تعيشين المذلة واضطهادًا ... تعانين الأسى في الغابرينا
تعانين المذلة كل يوم ... ملازمة فؤادكِ والجبينا
سميع في حمى الإسلام عزًا ... وساهمت بفتح الفاتحينا
فأحكام الشريعة أنصفتنا ... وأبدت للوري حكمًا مبينا
وأعطت كلَّ شخص بانتظام ... وظيفتَهُ لئلَّا يستهينا
ونصت بالقوامة للرجال ... على النسوان كي لا تخدشينا
وهذي فطرةٌ لابد منها ... قضاها الله فيكنَّ وفينا
فذا عقد النكاح وذاك مهرٌ ... وحقٌ ثابتٌ في الوارثينا
حجاب الشرع مطهرةٌ وفخرٌ ... وصابٌ في حلوق القادحينا
كجوهرةٍ بمخبئها مصون ... تَتَوقُ لها نفوسُ العاشقينا
تأسي في نساءٍ صاحباتٍ ... شرُفْنا بالهدى في السالفينا
كأزواج النبي الطُّهر حقًّا ... وزوجات الصحابة أجمعينا
بنص الوحي آياتٌ توالت ... لإيضاح الهدى للصالحينا
قعودًا يا ابنة الإسلام عودًا ... حباك الله أخلاقًا ودينا
لقد نلت بشرع الله خيرًا ... رفعتِ الرأس فوقَ الظالمينا
وعادت جاهليتهم حديثًا ... لإذلال البناتِ مع البنينا
فوادُ البنت حية قديمًا ... عن الإفساد فعلُ الجاهلينا
ووأدُ اليوم للأخلاق طرًا ... كلا الأمرين فِعلُ المفسدينا
ينادونَ الحضارةَ بانحلالٍ ... أعيدي فِكرَكِ هلْ تقبلينا
وما تِلكَ الحضارةُ غيرُ زَيفٍ ... وتضْليلٍ لفكر الناقدينا