وما تِلكَ الحضارةُ غير فخ ... ليصطادوا به عَرْضًا ثمينا
فمهلًا يا ابنة الإسلام مهلًا ... رويدك واسمعي للناصحينا
ألا هيا اقرَئي حقًّا وصَدْقًا ... كتابًا قد حوى قولًا ثمينًا
كتابًا فيه للأجيال نُورٌ ... وتوجيهٌ لكل الناشئينا
لقد أبدى المؤلفُ فيه حقًّا ... وعَنْونَهُ بكي لا تخدعينا
مؤلفه البليهيُ التقيُ ... فكم أهدى الهدى للمسلمينا
جزاه الله عنا كلَّ خير ... وألحقه بركب الصَّالحينا
وغَدَّى فكركِ بالحق حقًّا ... وصوني عرضك عما يشينا
إذا ما خاطبُ يومًا أتاكِ ... سما في الدين والأخلاق فينا
فقولي مرحبًا أهلًا وسهلًا ... لكي تُهديننا جيلًا حصينا
نبيُ الحق أوصانا بهذا ... كما قد قال خيرُ المرسلينا
ألا يا معشرَ الشبان هبوا ... إلى الأزواج فِعلُ الطيبينا
فلا يغررك في دنياك شيء ... فكل ينتهي عبر السنينا
ففي سن الشباب لك طموحٌ ... وشوقٌ في قلوب الخاطبينا
فإن أنتِ رفضتِ في شبابٍ ... رُفضتِ عند سِن الأربعينا
وعشت عالةً في الناس دهرًا ... وأرملة بدُور الأقربينا
تمنيت الزواجَ بدون جدوى ... لقد ذهبت ليالي الراغبين
فماذا فيك للأزواج يُرْجى ... وقد فارقتِ سن المنجبينا
فلا حياة ولا أموالُ تجدي ... سوى إحسان بعض المحسنينا
وود ولى الشبابُ بما حواه ... وأمسى القلبُ في الدنيا حزينًا
وأصبحت مهددةٌ بشرٍ ... وأفعالٍ تسر الشامتينا
فإشباع الغرائز ليس منه ... مفرٌ يرتجي للهاربينا
فإما عن طريق الشرع يؤتى ... وإلا عن طريق الفاسدينا
وما أنت بفاعلةٍ بيوم ... إذا عدتي به في السافلينا
فهذا الموت قبل الموت حقًّا ... ألا عُودي لِرُشدك تهتدينا