للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحفظ لنا إخوانهم صيد الحمى ... ينفون عنا حاسدًا أو طامعا

فيهم لنا خير العزا بمصابنا ... يا ربنا لا زال فضلك واسعا

مهما نظمت فلن أوفي حقهم ... هذا الشعور معزيًا ومبايعا

ثم الصلاة على النبي محمدٍ ... السيد المختار أفضل من دعا

محادثة القلب:

أيا قلباه خلتك أنت لينا ... وقد جاوزت سن الأربعينا

أما تخشى الآله وتتقيه ... وقد خالفته عبر السنينا

كفي يا قلب جهلك والتصابي ... فقد أنديت بالفعل الجبينا

شبابٌ قد تولى في غرورٍ ... تاوعه شمالًا أو يمينًا

وجاء الشيب بالإنذار حتمًا ... على الوجنات يعطيك اليقينا

إذا ما هاذم اللذات يومًا ... أتاك ليأخذ الحق المبينا

وحلَّ الموت وانقطعت عراك ... وألفيت التمائم لا يفينا

وأودعك الحبيب بدون جدوى ... وفارقت الأحبة والبنينا

بكى الأهلون والأحزان ثكلى ... وهبوا في نداء الغاسلينا

وجردك المغسِّلُ من ثيابٍ ... وقد كنت المهاب فأين أينا

وفي كفنٍ تلفّ عن البرايا ... وتدرج في ثناياه دفينا

على الأكتاف تحمل في خشوع ... وفي جمع مهيب مسرعينا

يريدون الخلاص لكي يعودوا ... إذا ما ألقوه الجسم الثمينا

وبعد الفخر في فرش الحشايا ... لقد واروك في لحد مهينا

وصفوًا فوقك اللبنات تترى ... عليها رصعوا ماء وطينا

وهالوا التراب وانصرفوا جميعًا ... لتبقى في حمى الأموات حينا

ولا تدري بمن يبكي وينعى ... ومن لفراقك المضني حزينا

وينصرف الجميع وليس يبقى ... سوى عمل تكون به رهينا