وكل عيد سوى هذين مبتدعٌ ... يقيمه في الورى أهل الضلالاتِ
يلفقون على الإسم ويلهم ... يطالبون بعيدٍ واحتفالاتِ
ليلبسوا جبة ترخي عمامتها ... عند الولائم يحظوا بالتحياتِ
يعظمون كتعظيم الآله بها ... بالانحناء وتقبيلٍ وركعاتِ
فهم نسورٌ على من كان يتبعهم ... والتابعون لهم مثل الدجاجاتِ
أولي البرية في تعظيم مولده ... صديق أحمد في حل ورحلاتِ
وبعده عمر الفاروق من فتحت ... في عهده يا فتى كل الفتوحاتِ
كذاك عثمان ذو النورين ثالثهم ... من تستحي منه أملاك السمواتِ
ورابع الخلفاء المقتدي بهمُ ... أعني عليًّا وقد نال الكراماتِ
كذا الصحابة والأتباعُ بعدهموا ... والتابعون لهم أهل الدراياتِ
لم يطلبوا مددًا منه بنازلةٍ ... ولا مشاورة عند الخلافاتِ
لم يستعينوا به في حل مشكلةٍ ... لم يستغيثوا به عند المجاعاتِ
لأنه ميتٌ نص الكتاب بدا ... والموت يجري على كل الخليقاتِ
ساروا على منهج الرحمن خالقنا ... لم يفعلوا بدعة نص الرواياتِ
فالحب للمصطفى تقديم طاعته ... على النفوس وفي حب القراباتِ
والحب للمصطفى تقديم طاعته ... بالاتباع له لا بالخرافاتِ
فاقرأ نصوص الهدي إن كنت متبعًا ... شريعة المصطفى ختم الرسالاتِ
تلقاه وحيًا بلا نقصٍ ولا خللٍ ... كلام ربي وحاشا عن زياداتِ
خير الكلام بحق جل منزله ... على الذي ما أتى يومًا بزلاتِ
ولازم السنة الغراء مجتهدًا ... حكم نبيك في كل العباداتِ
واقرأ لما قاله الأعلام قدوتنا ... أهل الحديث وأرباب الرواياتِ
وانظر كلامًا لأعلام جهابذةٍ ... من بالهدى والتقى قادوا البرياتِ
كالشافعي والنعمان يتبعه ... مع مالكٍ أحمدٌ أهل الدراياتِ
ومن أتى بعدهم من كل مؤتمنٍ ... واخصص بذا شيخنا سامي المقاماتِ (١)
(١) الإمام بن القيم الجوزية رحمه الله.