ليجعلوا الله مفضولًا برايهموا ... والمصطفى فاضلًا يا للجهالاتِ
فالقبر قد ضم مخلوقًا بملحده ... والعرش من فوقه رب السموات
وليلة المولد العظمى يفضلها ... عن ليلة القدر قد حفت بآياتٍ
لأن فيها جميع الخلق قد سعدوا ... بمولد المصطفى يا للحماقاتِ
إذا فإبليس مع نمرود قد سعدوا ... بمولد المصطفى يا للزراياتِ
كذاك فرعون مع هامان يتبعهم ... كفار مكة من عاصٍ ومن عاتِ
ما دام أن جميع الخلق قد سعدوا ... فالأمر يقضي بتعطيل النبواتِ
قبحت من أرعن أبدي حماقته ... ضيعت نفسك يا حاوي الرذالاتِ
حب التصوف أعمى قلبه فهوي ... ببحر جهلٍ وتيهٍ في متاهات
كفاك قبحًا بما حررت من هوسٍ ... مدافعًا عن عبيد العزيي واللاتِ
تطالب الله في اسعاد من كفروا ... حُلمًا عليهم باسعادٍ ورحمات
الله أخبرنا حقًّا بشقوتهم ... وأنت تسعدهم يا للمصيباتِ
هذا اعتراض على الجبار خالقنا ... من قدر الأمر من فوق السمواتِ
نعوذ بالله من جهل وغطرسةٍ ... ومن خبيث اعتقادٍ وانتحالاتِ
ومن يسانده من كل مفتتنٍ ... قاموا يجسون نبضًا في لديغاتِ
لما رأوا أن أهل الحق قد غفلوا ... قاموا بغزوهموا في شن غاراتِ
الحرب أهل التقى في عقر دارهموا ... لكي يعود إلى شرك ومأسات
لكي يعيدوا مقاماتٍ وأضرحة ... مع القباب وتشييد المزارات
ليفسدوا في بلاد بالهدي صلحت ... بدعوة الشيخ نالت كل خيراتِ
لدعوة الشيخ آثارٌ مباركةٌ ... هدى به الله خلقًا عن مضلاتِ
لم يشعروا أن ولي الأمر ضدهموا ... مستهترين بأرباب الولاياتِ
يا مرتدين ثياب الجهل يصحبها ... ثوب التعصب في نيل الملذاتِ
توبوا إلى الله واخشوا من عواقبها ... ولوذوا بالله في كل الملماتِ
فمولد المصطفي في شهر مأتمه ... أمر عجيب لأرباب الدراياتِ
فذاك ينشد بالذكرى لمولده ... وذاك يبكي على موت بأصواتِ