نبي له قدر وفضل وهيبة ... بمولده إيوان كسري تحطما
بغار حراء أنبأ الله عبده ... ودعوته قامت بدار ابن أرقما
وأسري فيه دون شك وريبةٍ ... إلى المسجد الأقصى وسار ميمما
وصلى بأرواح النبيين كلهم ... على فضلهم إذ ذاك بالفضل قدما
يحف به جبريل فوق براقه ... بليلة معراج كما قد تقدما
وقابل آباءً كرامًا وإخوة ... من الأنبياء الطهر من ساكن السما
يباهون فيه حين تم اختياره ... نبي الهدى فوق السماوات عظما
وحفت به الأنوار من نور ربه ... واضحى له المعراج في الكون معلمًا
كفي أيها الأوباش حقدًا وخسة ... بأنكم حاربتموا فاطر السما
وبئتم بلعن الله في نص محكم ... وخالفتموا موسى وعيسى ومن سما
ولو كنتم أتباع عيسى بزعمكم ... لعظمتموا من كان عيسى معظما
ولكن كفرتم بالنبيين جملة ... وزاولتموا إفكًا ورجسًا ومأثما
فيا عبد الطاغوت كفوا عن الأذى ... فليس نبي الحق بالكون معدما
تظنون أن النيل من عرض أحمدٍ ... يهون علينا إذ جعلتوه مغنما
له تبعٌ صيد أسود غظافرٍ ... يفدونه بالروح لو تسفك الدما
دعاة سلام للخليقة كلها ... ومن حارب الإسلام نسقيه علقما
نعيد لكم بدرًا وما جاء بعدها ... فنحن أسود الحرب نستعذب الظما
ولسنا نهاب الحرب إن حان وقتها ... نرى الجرح في حمل الرسالة بلسما
ويا عقلاء القوم كفوا سفيهكم ... إذا رمتوا عيشًا هنيئًا منعما
وإلا استعدوا للعراك وجحفل ... يقوم به من ناصر الله وانتما
ويا قادة الإسلام هبوا لدينكم ... وكونوا أسودا في عدا من تهجما
ويا علماء الشرع لا تزعجنكم ... خفافيش أحشاش إذا الليل أظلما
فغيرتكم هزت قلوب عدائكم ... فذاقوا بها درسًا مريرًا ومؤلمًا
وشلت يمين خطت الرسم يا فتى ... ونرجو لمن يسعى بها الخرس والعمي