استحضاره للاستشهاد وأثنى عليه شيخنا عبد الرحمن وقال: إنه آية في الحديث والمصطلح ويؤثر الفقراء على نفسه ويواسيهم بما يقدر عليه، ويقول والدي عثمان: إن من ورعه وزهده لقد عزل عن القضاء بعنيزة وعليه ديون كثيرة الورعه منها مبلغ أربعمائة ريال فرانسا قال لوالدي صالح والله لم تنشغل ذمتي بها إلا من الإصلاح لذات البين فقام الوالد بوفائها فشكره على ذلك ودامت بينهما المراسلة لمناسبات في أقضيته السابقة ولدينا رسائل بقلم الشيخ إبراهيم للجد وبعد عودته للقصيم من غربته حصل بينه وبين آل سليم خلافات تتعلق بالعقائد أعقبتها مشاجرات أورثت بعض الضغائن والوحشة والتنافر بينهم وتحزب أهالي بريدة حزبين فحزب يواليه وحزب يوالي آل سليم ودرس في بريدة عام ١٣١٥ هـ إلى عام ١٣١٧ هـ.
وفي عام ثمانية عشر طلب العم عبد الله العبد الرحمن البسام من آل رشيد تعيينه قاضيًا في عنيزة فعينه قاضيًا بدل عبد الله بن عايض فكان في قضائه مثال العدالة والنزاهة وتولى إمامة وخطابة الجامع الكبير فيها واستمر قاضيًا فيها ومدرسًا بجامعها عام ١٣٢٤ هـ، فخطب بهم يوم عيد الفطر وودعهم وحل محله الجد الشيخ صالح بن عثمان القاضي، وهي السنة التي قتل فيها عبد العزيز المتعب آل رشيد بروضة منها وفيها ولد الشهيد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله، ولما عزله أهالي عنيزة عن القضاء بقي مدة في بريدة ثم طلبه سعود بن متعب من الملك عبد العزيز ليتولى قضاء حايل فشاور الملك فأبدى رغبته فسمح له وسافر إليها بعد أن طعن في السن وأرهقته الشيخوخة وكان صادعًا بكلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم ففي الزبير عرض عليه الإمامة والخطابة في جامع النقيب، فلما زاره ووجد بداخله ضريحًا قال لا يمكن أن أصلي به مأمومًا فكيف أكون إمامًا فيه، وقد تولى قضاء بريدة من عام ١٣٢٤ هـ إلى ست وعشرين ودرس الطلبة فيها وظل قاضيًا وإمامًا