وخطيبًا بجامع بريدة، ثم في برزان بحايل برهة من الزمن ثم طلبه أمير الخميسية قرب بغداد وشمالي نهر الفرات ليكون قاضيًا فيها ولكنه تأني بالسير إليها ولما سافر وجدهم قد نصبوا الشيخ عبد المحسن بابطين فظل عندهم مكرمًا ما شاء الله أن يمكث ثم عاد إلى القصيم عام ١٣٢٩ هـ ودرس الطلبة فيها وفي الحجة عام ١٣٣٧ هـ سنة الرحمة مرض فيمن مرض ثم سم في قول فاستدعاه أمير حايل فذهب إليه في القصر محمولًا فقال أمير حائل سعود ابن رشيد سوف نجهزك للمعالجة في بلدة الكويت فسافر إليها وتمكن منه المرض في الكويت وفي الحجة عام ١٣٣٨ هـ توفاه الله ودفن في الكويت وله من العمر سبع وتسعون سنة قضاها في العلم والتعليم ونفع الخلق.
ومن أشهر تلامذته النابغين شيخنا عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي والوالد عثمان بن صالح ومحمد وعبد الرحمن الصالح البسام والعم إبراهيم المحمد البسام وعبد العزيز وعبد الرحمن العقيل وإبراهيم الصالح القاضي ومحمد العثمان الجمل وعبد الكريم الصايغ وعبد الله المحمد الضراب وعبد الله الرواف وعبد الله بن حسين أبا الخيل، وأوصافه كان طويلًا ثخينًا قمحي اللون وكان عطوفًا على الفقراء ويؤثرهم فيما يشتهون وربما خلع ثوبه فأعطاه الفقير مع قلة يده وكان من قوام الليل وكان يهاجم الإخوان الذين شددوا في الدين وعفيفًا متعففًا عزيز النفس متواضعًا ولا يلتفت إلى من اتهموه في عقيدته فإن ذلك من حسد المعاصرة وحاشاه مما رموه فيه وصدق قول الأول:
كناطح صخرة يومًا ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وقد خلف ابنين عبد الله وجاسر، فالأول توفي وخلف ابنه محمد كاتب الضبط بمحكمة بريدة، وجاسر في مكة رحم الله الشيخ الجاسر برحمته الواسعة، آمين. انتهى.