فإن نجدًا بعد ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - صارت عقيدة أهلها واحدة في تحقيق التوحيد بأنواعه الثلاثة وبعدهم عن البدع والخرافات، وإذا كان هناك خلاف بين هذين الحزبين فهو جسارة حزب في إطلاق الكفر على بعض الطوائف وتورع الحزب الآخر عن ذلك، ويترتب على هذه المسألة السفر والإقامة في بلد هؤلاء المختلف في تكغيرهم فمن كفرهم حرم السفر والإقامة في بلادهم ومن سكت عنهم لم يمنع ذلك ومع تزايد الخلاف وعدم الحكمة فيه امتد إلى العداوة في الخلاف على المسائل الفرعية كصوم يوم الشك في رمضان.
والدليل الثاني على كذب هذه الفرية على الشيخ المترجم له هو أنه من أهل القرآن والحديث وهؤلاء هم أبعد الناس عن الاعتقادات الفاسدة.
والدليل الثالث على صحة معتقده: أنه دخل المسجد الحرام أيام الحكم العثماني فوجد حلق الصوفية تمارس بدعها وخرافاتها فلم تمنعه غربته ولا إقرار حكومة البلاد لهذه الأعمال من أن يسطو عليهم بعصاه ضربًا حتى فرقهم فرفع أمره إلى أمير مكة المكرمة الشريف عون فلما حضر وحقق معه عرف أن الصواب مع الشيخ فمنع هذه الأعمال البدعية (١).
ثم استمر الشيخ ابن بسام في بيان الأدلة على حسن عقيدة الشيخ ابن جاسر مع أن الموضوع ليس موضوع عقيدته وإنما الحاجة كانت ماسة إلى بيان المسائل التي هي موضح الخلاف بين الشيخ ابن جاسر وأتباعه، وبين آل سليم وأتباعهم.
ويستدل على ذلك بأن أهل نجد صارت عقيدتهم واحدة بعد ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب متناسيا أن هناك طوائف وعلماء من أهل نجد استمروا على ما هم عليه ولم يوافقوا الشيخ محمد بن عبد الوهاب منهم