ولكننا نشهد أن الشيخ ابن جاسر ليس منهم، فلم ينقل عنه أنه سب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا سب العقيدة السلفية.
وإن كان نقل عن أقوى أتباعه وهو الشيخ عبد الله بن عمرو أنه صنف كتابا في الرد على بعض آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما سيأتي ذكره في ترجمة الشيخ ابن عمرو في حرف العين إن شاء الله.
والدليل على تمليس التاريخ هنا أن الشيخ عبد الله البسام قد ذكر في ترجمة الشيخ عبد الله بن عمرو أنه قتل ولكنه لم يذكر قاتله، ولا سبب مقتله، وقد ذكر ذلك في آخر ترجمته للشيخ عبد الله بن عمرو.
أما الشيخ صالح بن سليمان العمري فقد تناول الموضوع بصفة أصرح قليلًا، فقال في ترجمة الشيخ إبراهيم بن جاسر بعد أن ذكر أنه سافر إلى بعض الأمصار العربية، وأخذ عن علمائها:
ولما عاد أي الشيخ ابن جاسر من تلك البلاد حصلت بينه وبين مشائخة آل سليم جفوة استمرت حتى توفي شيخاه محمد بن عبد الله ومحمد بن عمر، وقد كان المترجم له طيب القلب يثق بالناس، ويصدقهم بما يقولون، كما كان صريحا في أقواله وأفعاله، وكان مشهورًا بالكرم والعطف على الفقراء والمحتاجين حتى قيل عنه بأنه يتصدق بقوته أو بثوبه الذي يحتاج إليه.
ومن الخلافات التي حصلت بينه وبين مشائخه موالاته للأتراك ومناصريهم من الولاة، وافتاؤه بجواز السفر لبلاد المشركين، أما الأمور الأخرى فنحن نترك أمرها إلى الله لأنه ليست لدينا أدلة عليها.