للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم يخرجون من البلد وأجلاهم عنها واستعمل فيها أميرا عبد الله بن يحيى (١).

وقال ابن عيسى: في سنة ١٢٠٢ هـ غزا سعود بن عبد العزيز قصد عنيزة ونزلها، وأجلى (الرشيد) منها، واستعمل فيها عبد الله بن يحيى أميرًا (٢).

أما الشيخ حسين بن غنام فقال (٣):

وفيها غزا سعود بالمسلمين أدام الله تعالى له النصر والتمكين، فحث سيره ومسراه وكان وصوله عنيزة هو الذي اقتضاه، وذلك أنه نمي إليه صحيح الخبر أن بعضًا من أهل عنيزة بحث عن أسباب الأرتداد وتحقق ذلك عنه واشتهر فعند ذلك أجمع على السير إليهم، وظهر فنزل بعد أيام وليال ومكث عندهم يستبريء الحال ويتحقق ذلك على يقين، لئلا يقدم على ما يريده بتخمين فيخالف قول رب العالمين، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} فلما لاحت له شمس التيقن والإيقان من عدول أهل الإسلام والإيمان من سكان ذلك المكان، وتحقق ذلك الأمر واستبان، وكان آل رشيد من ذلك النفر والملا أمر عليهم بالجلا وكل من لهم تابع، وفي أسباب الشر طامع وأزال منها كل من يحذره ويخشاه وأمر عليهم علي بن يحيى لاختياره ورضاه ثم انصرف راجعًا (٤).

أما الواقعة الأولى التي غزا فيها سعود بن عبد العزيز عنيزة، ولكنه لم يحصل منها على طائل من الفتح والاستقرار فقد حدثت قبل ذلك بثلاث سنين إذ كانت عام ١٢٩٨ هـ ذكرها ابن غنام في تاريخه قال (٥):


(١) عنوان المجد، ج ١، ص ١٦١ (الطبعة الرابعة).
(٢) خزانة التواريخ، ج ٩، ص ٨١.
(٣) تاريخ ابن غنام، ج ٢، ص ١٥٢.
(٤) تاريخ ابن غنام، ج ٢، ص ١٥٢، وقوله: علي بن يحيى، وهم أو تحريف، والصواب عبد الله بن يحيى.
(٥) ج ٢، ص ١٣٥.