للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم طلب إبراهيم السليمان الجربوع من الرجال الأشداء الذين حوله من أهل بريدة أن يذهبوا معه إلى حيث سقط كيس النقود في النهر ويبحثوا عنه فاتجه معه عدد من الرجال الأشداء، فوجده عبد الرحمن الشايع من أهل بريدة، وعبد الرحمن هذا انتقل من بريدة إلى الكويت وسكنها وتوفي فيها رحمه الله (١).

وقال الأستاذ ناصر العمري أيضًا:

إبراهيم السليمان الجربوع رجل شجاع وكريم وفيه أناة، سافر إلى الشام من بريدة ومعه ثلاث رعايا من الإبل، وفي طرف حدود المملكة الشمالية حط رحاله قرب مورد ماء وفي الصباح ذهب رعيان إبله لتوريد الإبل على الماء وسقياها فجاء إلى الرعاة اثنا عشر رجلًا من قبيلة الشرارات مسلحين وأخذوا الإبل فجاء الرعاة إلى إبراهيم السليمان الجربوع قائلين أخذت الإبل أخذها مسلحون من الشرارات ولم يتحرك ابن جربوع لأنه هاديء الطبع وعنده رجل من شمر ضيف، فثار الشمري وقال: يا إبراهيم توخذ أباعرك ولا تتحرك لردها، يا ليتك لست شمريًا، فقال ابن جربوع الإبل سترجع سوف أستعيدها ولكنني باخل بهذا الحصان سوف يقتلونه إذا أغرت عليهم على ظهره،

وركب ابن جربوع حصانه الذي يحبه لأنه يساوي قيمة مائة من الإبل، وقال الشمري هل ترغب في أن تفزع معي؟ فوافق الشمري وركب رديفًا لإبراهيم بن جربوع فأغار على الطامعين ووجدهم قد أدخلوا الإبل في شعيب وضعوا المتاريس لهم دون الإبل، ولما قرب منهم وأطلق عليهم النار أطلقوا عليه عدة رصاصات فأصابوا حصانه في مقتل مثلما توقع واصابوا إبراهيم بن جربوع برصاصة في فخذه، وقتلوا الشمري وسقط إبراهيم بن جربوع جريحًا وسقط الشمري قتيلًا، وقتل الحصان وبقي إبراهيم السليمان الجربوع ملقى على الأرض بجوار جواده ورفيقه الشمري، فأمسك ببندقيته تحسبًا لإقتراب الطامعين منه فجاءوا جميعًا يريدون جمع الأسلحة، وهنا اطلق عليهم ابن جربوع النار فقتل جميع الذين اقتربوا منه وهم الاثنا عشر رجلًا طامعًا وربط


(١) ملامح عربية، ص ٢٥٢.