فخذه بغترته وجاء إليه الرعاة فقال لهم أحضروا الإبل فليس عندها من يحيمها واحفروا حفرا للشمري وادفنوه، ففعلوا ما أمرهم به ثم عاد إلى الجوف بإبله من أجل علاج كسر فخذه وبقي مدة في الجوف حتى شفي وواصل رحلته إلى الشام (١).
أما الأستاذ سليمان بن إبراهيم الطامي فإنه سجل واقعة مكارم إبراهيم بن سيمان الجربوع، فقال:
إبراهيم بن سليمان الجربوع - رحمه الله - أحد أمراء العقيلات، وأحد أعيان مدينة بريدة.
له أيادي بيضاء مع الفقراء، هو وباقي إخوانه، وقد تطرق إلى شيء من هذا في الأجزاء السابقة لأخيه عبد الله - رحمه الله - وكيف كان يلقب (بأبي المساكين)، أبو سليمان حصل له موقف مع فقير، وذلك أنه أتى إلى إبراهيم.
وقال له: يا عم الآن حل موسم الحج وأنا ما حججت وأريد ناقة من عندك أحج عليها.
قال أبو سليمان: إذا كان يوم غدٍ اذهب إلى فلان يعطيك ناقة، دعًا له وذهب فلما كان من الغد ذهب الفقير إلى من عينه أبو سليمان وإذا الناقة جاهزة فمسك الفقير خطامها وقادها وذهب بها إلى بيته، وأدخلها البيت وكان الباب من الخشب يدخل جمل كما يقولون في المثل (الباب يوسع جمل).
ذهب الفقير إلى أحد الجزارين، وقال له: أريدك تأتي إلي بعد صلاة الظهر ومعك سكاكينك وساطورك وجميع ما يلزم من عدة الذبح.
سأله، إيش عندك؟ قال: الذي عندي سوف تراه إن شاء الله، إذا جئت، فلما حان الموعد جاء الجزار ومعه جميع عدته.