فتح الفقير بابه وأدخل الجزار، وقال أريدك تذبح هذه وأشار إلى الناقة، تردد الجزار في الذبح ظنًّا منه أنه سارقها.
فسأله: أين لك هذه؟ فأجابه هذا رزق ساقه الله لي، اذبحها ولا عليك سوف أخبرك فيما بعد.
ذبحها الجزار وهو في حيرة وتساؤل مما يرى، قطَّع لحمها ونادي الفقير أبناءه ليأكلوا من كبدتها ولحمها، حتى شبعوا فأكلوا وشووا وعينوا من الله خيرًا.
وطبخوا قدرا كبيرا من لحمها فأكل الفقير ووكَّل أهله منها.
أما باقيها فقد حفظه (قديد) علقه على حبال داخل الغرف ليأكلوا منه عدة أشهر، فالفقير لم يوزع منها إلا جلدها وساقيها فقط، متى يحصل له مثل إبراهيم الجربوع ليعطيه ناقة ليأكلها؟
وبعد مضي عدة أيام من ذبح الناقة وقبل الوقوف بعرفة، مر الفقير على إبراهيم الجربوع وهو جالس في عتبة إحدى الدكاكين مع الرجال، فسلم على أبي سليمان، فسأله أبو سليمان: ما حجيت؟ قال: لا، قال: ماذا عملت بالناقة؟ قال: ذبحتها يا عم وشبعت من لحمها وأشبعت أهلي منها، فمد أبو سليمان يده إلى الفقير، وقال له: أشطرها، أي مد يدك ليدي لأسلم عليك على ما فعلته فمد الفقير يده إلى يد أبي سليمان وشدها أبو سليمان، وقال له: عساها بالهناء والعافية عليك وعلى أبنائك.
فرحم الله أبا سليمان ورحمنا ورحم المسلمين والمسلمات الأحياء والأموات وصدق من سمى أبو سليمان أبو الفقراء (١).
وذكر إبراهيم الطامي مكارم لأخيه عبد الله بن سليمان الجربوع، قال: