وقبل وفاته بأسبوع سافر للعمرة، وبعد أدائها عاد من مكة إلى بريدة يوم الخميس ليخطب، ويصلي الجمعة إمامًا في مسجده على أن يعود يوم السبت لمكة، ومن هذا يتضح حرصه رحمه الله على الخطابة يوم الجمعة، وعدم الإعتماد على الغير لمعرفته بحرص الكثير من المصلين على سماع خطبته والصلاة خلفه، فعاد يوم السبت إلى مكة وفي عودته انقلبت به السيارة فتوفي على أثر ذلك رحمه الله رحمة واسعة، وذلك عام ١٣٩٩ هـ، وقد حزن الناس لوفاته وترحموا عليه (١).
قال الشيخ إبراهيم بن عبيد في حوادث عام ١٣٩٩ هـ:
وممن توفي فيها الرجل العابد إبراهيم بن جردان رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته: هو الزاهد الخطيب المقرئ الحافظ إبراهيم بن محمد الجردان، كان من أهالي مدينة بريدة، ومن أسرة فيها ولد (١٣٢٥ هـ) فنشأ كغيره في الدراسة في إحدى المدارس الأهلية وأخذ يتعلم القرآن حتى حفظه عن ظهر قلب، ثم إنه اشتغل في التجارة لتأمين معيشته، ثم إنه كان عضوًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية بالظهران، ويدرس على رئيس محاكم المنطقة ويتولى الخطابة في بعض الأحيان هناك كما أنه أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد حال إقامته في مدينة بريدة وله صوت جهوري حسن في تلاوة القرآن فهو من أحسن بني زمانه في الترتيل.
ثم إنه تولى وظيفة التدريس في مدرسة دار التربية ثم كان مدرسًا في القرآن والعلوم الدينية في مدرسة تحفيظ القرآن في مدينة بريدة، كما كان في مدرسة دار التربية ونال وظيفة جامع مسجد الخبيب ببريدة وكثر تردد الرجال والنساء على مسجده في صلاة التراويح وقيام شهر رمضان حتى إنه كان يمتلئ المسجد من كثرة المصلين الذين ينتابون المسجد من بعيد إليه لحسن