صوته وجودة تلاوته كما كان يغص المسجد يوم الجمعة بكثرة المصلين.
ولما أن ترك التجارة وتشبث بالإمامة والتدريس كان رزقه رغدًا ولزم الإمامة والخطابة، وكان مولعًا بالحج والعمرة ومحبوبًا بين الناس لعقله وقلة مشاغبته وعبادته شكورا النعم لله.
ولما كان في شهر جمادي الثانية من هذه السنة ذهب لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة والأداء العمرة وعاد بنفسه يوم الخميس الموافق ٢٨ جمادى الثانية ليصلي إمامًا بالمسلمين لأنه لم يخلف أحدًا فأدي صلاة الجمعة إمامة في مسجد بريدة حرصًا منه على رغبة الناس في الصلاة معه ولما أن كان من آخر يوم الجمعة رجع إلى عمرته وحينما سار ميممًا إلى جهة الغرب انقلبت السيارة فكان في ذلك حتفه وكان ضحية لهذا الحادث وقد أسفت الأمة لموته وحزنوا، رحمه الله وعفا عنه (١).
وإبراهيم الجردان قارئ يأتي الناس إلى مسجده من أماكن بعيدة وخصوصا في رمضان للإستماع إلى قراءته ووعظه.
وجدت بخط محمد بن الشيخ إبراهيم المحسن التويجري رحمه الله ما يلي:
حكى لنا قائله إبراهيم المحمد الجردان:
أن رجلًا من أهل بغداد رأى في سنة من السنين قريبة العهد بوقتنا الحاضر أنه رأى فيما يرى النائم أنه حاج ومع الناس في عرفات فقيل له غفر الله للحاج ببركة فلان من أهل المجمعة، ثم أنه استيقظ من نومه من هاك الرؤيا العجيبة فإذا هو في بغداد فهم بالسفر إلى المجمعة فسار ولما وصل إلى المجمعة سأل عن الرجل المسمى في الرؤيا فدل عليه فقال له: إني ضيف عندك فقال مرحبًا بك وأدخله وسعى له في الضيافة فلم يجد عنده ضيافة وخرج وسأل جارًا له هل عندك
(١) تذكرة أولى النهى والعرفان، ج ٥، ص ٤٧ - ٤٨ (الطبعة الثانية).