وبقوا بدون رأس مال، فجمع الجماعة أهل بريدة من عندهم لهم رعية إبل - تبرعًا - أخذها حمود الجردان وهو الذي حصل عليه الكسر مع أخيه علي وغرَّب بها إلى الشام ليبيعها حتى تتحسن حالهم.
ثم بسط على الجردان في دكان بحائل وانتقل بعد ذلك إلى الرياض.
وكان علي بن محمد الجردان في منتصف القرن الرابع عشر أحد التجار المعتبرين الذين يرسل الناس إليهم البضائع فيبيعونها، وكان يشترك مع أخيه حمود في ذلك، وكان لهم دكان عامر بالعمل في أعلى سوق بريدة ولكنهم تضعضعت تجارتهم حتى إنهم اضطروا للسفر عن بريدة، ولا يزال على الجردان حتى كتابة هذه السطور ١٤٠١ هـ ممتعًا بحواسه وجوارحه يغشي المجالس وكأنه ابن الخمسين مع أن سنه تزيد عن التسعين.
ولعلي الجردان طرائف وأخبار منها أنه وهو في تجارته يراسلة التجار في عدة مدن يبيع بضائعهم التي يرسلونها للبيع في بريدة أو يشتري لهم ما يريدون من البضائع فلاحظ أن أحدهم لا يذكر البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) في كتبه، فتضايق علي الجردان من ذلك لأنه كان دينًا محبًا لطلب العلم، بل كان طالب علم، فأخذ ورقة كبيرة وكتب عليها كلها (بسم الله الرحمن الرحيم)(بسم الله الرحمن الرحيم)(بسم الله الرحمن الرحيم) حتى ملأها وأرسلها مع كتاب إلى ذلك الرجل، وقال: يا فلان هذه خذ منها واحدة كلما بغيت تكتب كتاب لنا، أو لغيرنا إذا خلصت خبرنا نرسل لك مثلها! ! !
ومرة كان في مسجد في الرياض، فتخلف إمام المسجد عن الحضور الصلاة المغرب، فتقدم المؤذن يصلي في الناس وهو عامي فقرأ بعد الفاتحة سورة الناس، (قل أعوذ برب الناس) إلى آخر السورة حيث قرأ الآية الأخيرة منها (من شر الجَنَّة والناس) بفتح الجيم وليس بكسرها.
فلما انقضت الصلاة قال له علي الجردان: يا أخي ما نبغي أنك تصلي بالناس إلى