جاءوا إليها من الشماس ولم يذهبوا من الشماسية فمات عنها في الحج فتزوجها عثمان الجلاجل فطلبها مهنا ولكن بعد أن عقد عليها، فقال جماعة من رجال المهنا وهم يسايرونها من الشماسية إلى بريدة.
يا بنت يا نشمية ... خطو الرجل تسوينه
أمس حليلك (فوزان) ... واليوم ما تلقينه
صار الخلف له عثمان ... لي جاك يمِصر عينه
وقصيدة أخرى يمدحون بها فوزان لأنه أمير الشماسية ويذكرون عثمان الجلاجل بأنه صاحب دكان.
وسمعت ابن عم والدي عبد الكريم بن عبد الله العبودي يحدث أبي وأنا صغير ويقول: كانت فلانة من بنات (الجلاجل) جميلة وكانت وهي صغيرة تلعب في السوق فكنا نراها ونحن صغار غير أنها عندما بلغ عمرها نحو الحادية عشرة تخفرت أي منعها أهلها من الخروج إلى الشارع سافرة كما هو شأن جميع الفتيات، فصرنا لا نراها، وقد مضت على تخفرها سنتان فهي في نحو الثالثة عشرة.
قال: ذات مرة ونحن مراهقون في نحو الخامسة عشرة تذاكرنا زين بنت الجلاجل هذه أي جمالها فقال أحد الصبيان الأشقياء، من هو الذي يقدر يحبها؟ أي يقبلها، فقال أحدهم: أنا، بعد أن كان الجميع سكتوا، فهزؤا به وقالوا: أنت تقدر تحبها - تقبلها -؟
قال: فقلت: أنا أقدر.
ثم طرق باب الجلاجل مثل طرق المرأة، وذلك أنه وإن كانت الحلقة من الحديد التي تكون في الباب يطرقها من يريد أن يفتح له أهل البيت، وأحيانًا تكون على هيئة مطرقة مستطيلة فإن طرق الرجل عليها يختلف عن طرق المرأة.