وقد حدث سوء تفاهم بينه وبين ابنه محمد فسافر إلى مكة المكرمة، وكتب في العسكرية وتلك كانت عادة الشبان من أهل القصيم إذا ضاقت بهم الحال ممن لا يصبرون على السفر مع عقيل إلى الشام والعراق أن يذهبوا إلى مكة فيكونوا جنودًا عند الحكومة غير أن الحكومة نفسها كانت فقيرة في تلك الأزمان إلى درجة إن بعض الذين عملوا جنودًا لم يقبضوا كل رواتبهم إلا بعد أن صارت الحكومة تقبض قليلًا من عوائد النفط أول الأمر.
فأمر الملك عبد العزيز أن ينادي في جميع أنحاء مملكته أن من كان له شيء عند الحكومة فإنها تدفعه له وبالفعل تم ذلك، وبعض الناس هناك استفاد لأنه لم تكن القيود كاملة.
وبالنسبة لمحمد الحامد ابن الستاد فإنه سافر إلى هناك والناس يعرفون أن والده لم يكن راضيا عن سفره، قالوا: فصادف أن نزل سيل عظيم على مكة المكرمة، وكانت العادة في القديم أن السيل يأتي من المعابدة التي هي عالية مكة ثم ينحدر إلى المسفلة ولكن إذا زاد دخل المسجد الحرام وقد عهدناه كذلك إلى ما قبل عشر السبعين من القرن الماضي وهو الرابع عشر، وكانت تكرونية في المعابدة لها دجاج حملة السيل فصاحت به أن ينقذ دجاجها من السيل ويعيده إليها، ولم يكن يقدر قوة السيل فأسرع إلى السيل لينقذ دجاج التكرونية ولكن السيل جرفه وأخذه معه فوجد ميتًا في أسفل مكة.
وبذلك بقي الستاد ابن حامد آنذاك دون ولد ذكر وكان له خمس بنات.
وكان والدي - كما قدمت - صديقه الخاص، وعندما أراد الملك عبد العزيز آل سعود في عام ١٣٥٣ هـ بناء قصر المربع له ولأولاده، ومن يتصلون بهم إلى جانب خدمهم وهو بالطين احتاج إلى عدد إضافي من (استودية) الطين: جمع استاد، فأرسل إلى أمير بريدة آنذاك مبارك بن مبيريك أن يرسل إليه من عنده من (الستودية) لأن الرياض ليس فيه عدد كاف.