وكان الستاد علي الحامد والإخوان صالح الماضي وعبد الله الماضي وعبد الله بن جدعان أكبر استودية الطين المعروفين، ويأتي يعدهم في الشهرة عند الناس محمد بن ناصر السلمي ومحمد اليوسف العدل، وقد ذهب ابن سلمي بعد ذلك إلى الرياض لما ذكر، لكنه لم يذهب في السنة الأولى.
وكان أمير بريدة أخبرهم أن عملهم يستغرق قرابة خمسة أشهر لأن هذا هو وقت البناء المعتاد بالطين عند أهل نجد ويحددونه بأنه من انفكاك النو، وذلك يكون عند طلوع الثريا من جهة الشرق في الفجر في نحو الخامس من شهر يونيو ويريدون بالنو السحاب والمطر، إذ العادة ألا يسقط مطر بعد ذلك وآخره دخول الوسم حيث يتوقع سقوط المطر في العادة لأن البناء بالطين يلزم له جفاف الجو كما هو معهود لأن المطر يفسده.
كانت النقود عند الناس قليلة وعمل مثل هذا حكومي، والحكومة ولو كانت فقيرة في ذلك الوقت يطمع فيها إضافة إلى ما اشتهر من كون العمل عندها أقل مشقة وأقل مراقبة من غيرها.
لذا لم يكن علي الحامد ليرفض هذا العرض السخي، ولكن ماذا يصنع ببناته وزوجته بل ببيته؟
لقد فوض أمره إلى صديقه والدي ناصر العبودي، وكان أهم ما يشغله موضوع زواج بناته إذ واحدة في سن الزواج وأخرى مطلقة، وواحدة أصغر، ولكنها في سن يمكن تزويجها فيها.
وعندما أراد ابن حامد السفر وقبل أن يودع أهله وأصدقاءه أشهد جيرانه وهما محمد بن علي الطرباق من آل أبو عليان وعبد الله بن خليفة أول نجدي سافر إلى أمريكا وهما جيراننا أيضًا لأن بيته قريب من بيتنا قائلًا.