يوما قد قمت بتوفير ثلاثة آلاف إبل من العربان وإرسالها إلى المدينة المنورة، بغية جلب الذخيرة والمهمات العسكرية والمؤن وكذلك جلب القائد مطلي سلمان آغا الذي قدم من مكة المكرمة، وإذا ما وصلت تلك الإبل بإذن الله تعالى، فسوف يتم التحرك على قلعة شقراء، وإذا ما وصل قواد المشاة بموجب طلبنا من مصر، فسوف نغادر وادي شقراء أيضًا، متوجهين إلى الدرعية مباشرة.
وتقع الدرعية على مسافة ثلاث أو أربع مراحل من قلعة شقراء، وسوف يتم بذلك الجهود اللازمة في فتح الدرعية والاستيلاء عليها، بعد عون الباري تعالى ثم توجهات جناب السلطان ودعاء الخير من جنابكم الكريم، وقد تمت كتابة هذا المعروض المبشر بالخير. وختمه وتقديمه إلى جنابكم، والجدير بالذكر يا سيدي أن الموقع المسمى عنيزة، أكبر من جملة القرى الواقعة في وادي القصيم، وبناء على أنها منبع للوهابيين، فقد عينا بشكير آغا حاكمًا على وادي القصيم بعد أن أرفقنا معه مائة نفر من الخيالة، وحوالي مائة وخمسين شخصًا من المشاة، وذلك حتى يقيم فيها ويحافظ على كافة القرى الواقعة في وادي القصيم، وقد استشهد منا عدد من الأفراد كما جرح عدد آخر، وإذا ماتم الاستيلاء على وادي شقراء - إن شاء الله تعالى - أيضًا، فإنه سوف تتم إقامة مائة خيالة ومائة من المشاة فيها، وقد تبين من الدفتر الوارد من جنابكم أخيرًا أنه منذ وضع الحصار في قلعة الرس وحتى حينه، قد بلغ عدد الأجناس المرسلين ثلاثين ألف شخص، ما عدا المرسلين من مصر إلى ينبع، ومنذ أن قدمت إلى هذه المنطقة، فإنني أبذل جهودي ليل نهار، والمرجو من جنابكم الكريم التفضل بإرسال عشرة آلاف قبوز وفلنير (لم يتضح معناهما، ويبدو أنهما يستخدمان ذخيرة للمدافع)(١)، إلى ينبع البحر من باب الاحتياط كما أرجو
(١) القبوس: جمع قبسة وهي لفظة كانت معروفة شائعة في نجد أدركنا ذلك وهي قنبلة المدفع، وقبوس جمع قيس بمعنى قنابل المدافع.