أما ما ذكره عن قتل ستين من أهل بريدة بعد الأسوار الخارجية فهو كذب محرف عن الواقعة التي حصلت بعد أن اتفق إبراهيم باشا مع حجيلان ومن دون أن يدخل هو أو أحد من جيشه إليها ورحل عنها مارًا بقرية السادة التي كانت منفصلة بل بعيدة عن بريدة في ذلك التاريخ، لأن حجم أبنية بريدة كان ضيقًا كان أهلها لم يعرفوا بالإتفاق بين حجيلان وإبراهيم باشا وكان عليها أي على (السادة) سور صغير ضعيف فيه مقصورة أي برج صغير قد تحصن ستة من أهلها الرماة فيه، فناوشوا إبراهيم باشا الرمي فهدم البرج بالمدفع وقتل أولئك الستة من أهل السادة، وهم الذين زعم في كتابه لوالده أنهم كانوا على أسوار بريدة الخارجية.
فهم ستة وليسوا ستين، وكانوا معروفين بأسمائهم آخر من سمعتهم يذكر بعضهم علي بن محمد الحسون الذي ذكر أن أحد أجداده أو قال أقاربه كان منهم وذكر اسمه.
ومن أكاذيبه في هذا الكتاب ما ذكره من كون حجيلان بن حمد قد بلغت سنه المائة وعشر سنوات، وأن كافة قرى وادي القصيم تابعة له.
وهذا تخبط حتى في التعبير فالقصيم ليس واقعا كله على واد، ما عدا وادي الرمة الذي لا تقع قرى القصيم في ذلك الوقت على ضفتيهه مباشرة ما عدا الرس والخبراء.
وأما سن حجيلان بن حمد فإنها مرتفعة ذكر لنا الإخباريون أنها تبلغ ثمانين سنة، أما كونها تبلغ مائة وعشر سنوات فهذا ليس صحيحا، إذ لم يوجد من يكون حاكمًا بلياقته للحكم التي من أجلها أخذه إبراهيم باشا معه إلى مصر حذرا من تأثيره ولكنه مات في المدينة بسبب سيأتي ذكره، ويكون مثل ذلك الرجل في سن المائة وعشر سنوات.
وينبغي أن ينظر المؤرخ إلى قول إبراهيم باشا في كتابه: "وقبل حوالي عشرين يومًا قد قدمت بتوفير ثلاثة آلاف إبل من العربان وإرسالها إلى المدينة المنورة بغية جلب الذخيرة، والمهمات العسكرية والمؤن.