سبق أن عرضت على جنابكم المعروض الوارد المتضمن أن ابننا إبراهيم باشا كان قد تأهب للخروج إلى القرية التي تسمى بريدة والتي تبعد عن قرية عنيزة مسافة ست ساعات، وقد وصل ابننا المذكور إلى قرية بريدة في غرة محرم الحرام (أي من عام ١٢٣٣ هـ) والشيخ حجيلان الذي كان في القرية المذكورة قد خاف من ذلك فوضع رجالًا مدافعين على الأبراج الموجودة في أطراف القرية وعلى سورها، حيث أصبحت بذلك محصنة، ولذلك فقد تم في البداية إطلاق المدافع على الأبراج، وهدمها، وإعدام ستين نفرا من الموجودين فيها، ثم تم الهجوم على القرية واقتحامها، واستمر إطلاق النار والمدافع عليها يوما وليلة، فلم يستطع الشيخ المذكور (حجيلان) والفئة الموجودة بالداخل من الفرار، فطلبوا الأمان، فأخذت مدافعهم التي تكونت من ثلاث قطع مع العتاد العسكري، فأعطوا الأمان بعد أخذ ابن الشيخ المذكور رهينة، ثم بعد ذلك دخل أي إبراهيم باشا) إلى القرية، وسوف يتم من هناك أيضًا - بعونه تعالى - التحرك إلى قلعة وادي شقراء التي تبعد مسافة أربع مراحل، هذا وبعد أن يتم أيضًا الاستيلاء على قلعة شقراء بإذنه تعالى، وإخضاع أهلها للطاعة، سوف يتم بعد التوكل على الله تعالى التوجه إلى قلعة الدرعية، هذه هي نية المذكور (إبراهيم باشا) الذي ذكر ذلك في الخطاب الذي بعث به والممهور (أي المختوم) بمهره، ونرجو أن يكون الآن قد دخل إلى الوادي المذكور، وبعد أن يستولي عليها فسوف تبقى المسافة بينه وبين الدرعية مسافة أربع مراحل، كما اتضح ذلك من الخطابات الواردة بهذا الخصوص، وكما لا يخفى أنه من دواعي سرورنا اقترابه من الدرعية، فإنه سوف يسر جنابكم أيضًا، وقد أرفق بطيه الخطابات الواردة من المذكور، وتقديمه إلى جنابكم، وفي حال إطلاع جنابكم على مضمونها فإن الأمر والفرمان واللطف والعناية والإحسان، لسيدي صاحب الدولة والعناية والعاطفة والرحمة ولي النعم كثير اللطف والكرم.