لأنه يهتم بحساب السنة والنجوم على البديهة وهو لا يكتب وإن كان يقرأ القرآن، ومع ذلك صار عند الناس حجة في حساب الأنواء والنجوم التي يعرفها الناس مثل طلوع الثريا والتويبع والمرزم والجوزا إلخ، ومثل دخول الوسمي والشتاء والصيف، وكان لهجًا بذلك يبدأ به حتى من لا يسأل ولذلك عرف بالحَسَّاب، على قلة من يعتنون به هذه العناية من المتأخرين.
ولهما أخ ثالث اسمه عبد الرحمن كان يبدو أنه ليس كامل التصرف، ومع ذلك رويت عنه طرائف منها أنه كان في مجلس شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد والشيخ عبد الله رجل مهيب، فخاطبه الشيخ عبد الله من باب المجاملة قائلا له: قرِّبْ، يا شيخ عبد الرحمن، فقال: يا شيخ عبد الله: إن كان أنا شيخ صحيح، فوظفني بإحدى وظائف القضاء، وإن كان ما أناب صحيح شيخ فالله سبحانه وتعالى يقول:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ}.
واشترى مرة خيشة مليئة بالجراد من رجل من أهل القرى محتاج للنقود اشتراها منه عصرًا وأدخلها بيته فجاءه الرجل من صباح الغد يريد ثمن الجراد، فقال: ما عندي شيء الآن فأبدا الرجل له حاجته للنقود، وحاجته للخروج من بريدة فما كان منه إلا أن أخرج خيشة الجراد وهي كيسه، ولم يكن أحدث فيها شيئًا وانحلّ وكاءُ الخيشة وهو يقول: خذ جرادك، وقد طار الجراد من الخيشة وملأ الجو، ولكنه أعطاه ثمنها.
وقد مات الإخوة الثلاثة الأمير إبراهيم الصالح الحسين وأخواه في أوقات متقاربة.
وكانت وفاة الأمير إبراهيم في رجب من عام ١٤١٧ هـ.
ومن الحسين هؤلاء الدكتور محمد بن إبراهيم بن صالح بن عبد الرحمن بن حسين الصالح، يحمل شهادة الدكتوراه في التاريخ القديم ويعمل الآن - ١٤٢٧ هـ - أستاذًا في جامعة القصيم