أختيك إلا كريمين ولا تصاحب سلطانًا ولا تودع سرك امرأة، قال الابن: سمعًا وطاعة يا أبي.
ذهبت السنون وتوفي الأب وجاء خطاب الأختين.
فقال الابن في نفسه: سوف أعكس وصية والدي لأرى ما يصير وهل فعلًا استفاد أبي من دروس الحياة، أم لا؟
زوج أخته واحدة لرجل كريم والأخرى لرجل بخيل.
وحاول التقرب بوظيفة عند السلطان وفعلًا عمل عند السلطان راعيًا للخيل وكان من بين الخيل فرس غالية عند السلطان.
وأوصاه السلطان بالمحافظة عليها وإلَّا سوف يفقد حياته إن فقدها السلطان.
صار الابن يخرج بالخيل ومعها فرس السلطان إلى المراعي صباحًا ويعود بها مساء.
استمر الراعي على هذه الحال والسلطان يراقب فرسه ويسأل عنها ويطمئن عليها، وفي أحد الأيام أخفى الراعي الفرس وأعطى أمه قطعة من لحم وقال لها هذه قطعة من لحم فرس السلطان اشتقت للحمها حيثها سمينة وصغيرة السن، ولكن أحذري يا أمي أن يطلع على هذا الأمر أحد وإلا هو هلاكي.
قالت الأم أبدًا يا بني وهل يطلع أحد وأنت ولدي الوحيد أبدًا السر في بئر عميق، تفقد السلطان فرسه كالعادة فلم يبدها غضب على الراعي، وسأله عنها أخبره الراعي أنها ضاعت بين الجبال والوديان وأنه بحث عنها في كل مكان. أرعد وأزبد السلطان لفقد فرسه وأراد أن يعاقبه بما توعده به من القتل، ولكن أهل الخير توسطوا بأن يغرم الراعي مائة من الإبل، قنع السلطان بهذا الحل، وقبل به الراعي وطلب من السلطان بأن يمهله شهرًا واحدًا حتى يحضر له الإبل.